رفقاء الأمس يتحوّلون إلى كابوس مزعج لأردوغان

  • 9/11/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد نائب رئيس الوزراء التركي السابق علي باباجان أنه سيشكل حزبا سياسيا جديدا قبل نهاية هذا العام لتحدي حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويذكر أن باباجان أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية في يوليو الماضي على خلفية النكسات المتتالية التي شهدها الحزب في الفترة الأخيرة ومن أبرزها الهزيمة المدوية التي مني بها في الانتخابات المحلية. إلى جانب رفض السياسات الخاطئة التي ينتهجها أردوغان في معالجة الأوضاع الاقتصادية وتفرده بالرأي داخل الحزب في القضايا المحورية التي تهم البلاد، وهو ما دفع قيادات مؤسسة للحزب الحاكم للاستقالة. وباباجان هو واحد من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية وشغل منصبي وزير الاقتصاد والخارجية خلال سنواته الأولى في السلطة قبل أن يصبح نائبا لرئيس الوزراء، وهو دور تولاه من 2009 إلى عام 2015. يذكر أن مصادر مطلعة قالت في وقت سابق، إن باباجان والرئيس السابق عبد الله غول يعتزمان تدشين حركة منافسة هذا العام. كانت خسارة الحزب الحاكم للانتخابات المحلية في إسطنبول أهم المدن التركية كفيلة بخروج الأصوات المعارضة لسياسات أردوغان عن صمتها من داخل أروقة العدالة والتنمية والتعبير عن رفضها لتفرد رجل واحد بسلطة القرار في تحديد مصير البلاد. وحيال الحزب الجديد الذي من المقرر أن يتحدى سلطة أردوغان، قال باباجان إنه لا يزال يعمل لإيجاد أشخاص يشبهونه لتشكيل فريق من أجل قيادة الحزب الجديد. وأضاف "سيستغرق هذا بعض الوقت.. نريد تشكيل الحزب قبل 2020. الجودة مهمة هنا". ومن المقرر أن تنضم قيادات منفصلة عن حزب العدالة والتنمية إلى الحزب الوليد، وهو ما سيشكل كابوسا مزعجا لأردوغان وسيقوض بشكل كبير قاعدة أنصاره. وقال مراقبون إن تشكيل حزب جديد مكوّن من قيادات سابقة ومؤسسة وكان لها تأثيرها وحجمها في الحزب الحاكم سيضع سلطة أردوغان على المحك وسيقوض مبدأ الحزب الواحد، ومن أبرز الوجوه السياسية النافذة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو الذي انتقد علنا سياسات أردوغان إلى جانب الرئيس السابق عبدالله غول. ويعيش حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اليوم على وقع أزمة داخلية عميقة تنذر بتفككه، وسط تصاعد أصوات من داخل الحزب تنادي بضرورة وضع حد لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتفرده بالسلطة. ويرى ساسة من داخل الحزب الحاكم أن الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد على كل الأصعدة تعود إلى السياسات الخاطئة التي ينتهجها أردوغان وتفرده بالرأي. حجم الانتقادات التي وجهت إلى أردوغان، من داخل حزب العدالة والتنمية، وتحديدا رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو والرئيس التركي السابق عبدالله غول، يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الحزب الحاكم واتساع دائرة الرافضين لسياسات الرئيس التركي. والنكسات المتتالية التي تعرض لها الحزب الحاكم في الفترة الأخيرة، دفعت رفقاء الأمس إلى الخروج عن صمتهم ومواجهة الرئيس التركي باعتباره المسؤول الأول عن ما يعانيه الحزب الحاكم اليوم من تصدع إضافة إلى الوضع العام في تركيا. وأثار أردوغان جدلا كبيرا حيال استغلاله لمحاولة الانقلاب الفاشلة كوسيلة لتصفية خصومه السياسيين مما أطلق العنان لانتقادات واسعة من المجتمع الدولي نظرا لارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

مشاركة :