نحن لسنا ممن يسوّق لنظريات المؤامرة، أو يحاول أن يربط الأحداث بخطط لا أساس لها، ولكن عندما نتحدث من منطلقات معلوماتية؛ فإننا نقول إن إغراق البلد بالمواد المخدرة، هو أحد أهم أساليب الحرب التي تشن علينا، خاصة بعدما تغيرت كثير من ملامح الحروب في القرن الأخير، وهو الأمر الذي يحاول البعض تقديمه على أنه شيء طبيعي، وجزء من المتغيرات أو التحضر! كنا نعتب كثيراً - معشر الكتاب - على مشكلة عدم توحيد الجهود، حيال عدد من القضايا المختلفة، من خلال وجود أكثر من حاضن، وعدد من المرجعيات، وذاته الشيء مع قضية التثقيف والتوعية في ملف المخدرات، والتي جنت غياب تحقيق الأهداف في بعض المشاريع، نتيجة التشعب والتداخل بالأدوار، لكن الأخبار الحديثة تقول بان الأمور لم تعد كذلك. أكتب لكم، وبين يديّ خبر يقول ب»صدور توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، للجهات الحكومية والأهلية كافة بوضع البرامج والفعاليات الوقائية والتوعوية كافة في مجال مكافحة المخدرات بالمملكة، التي تعقدها الجهات الشريكة تحت اسم «نبراس»؛ توحيداً للجهود، حسبما نص عليه تنظيم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، واعتباره مشروع (الدولة) في مجال الوقاية من المخدرات، والتنسيق مع الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عند إعداد وتصميم أي برامج أو خطط وقائية، والعمل بموجب المعايير العلمية المعتمدة لدى أمانة اللجنة الوطنية». وعلى الرغم من هذا الخبر، الذي لا نزفه تمجيداً وحسب، وإنما انتصاراً لمطالبات كثيرة، نادينا بها مراراً، وقلنا بأهمية المرجعية الموحدة، إلا أنني أعتب في الوقت نفسه على وزارة التعليم، التي تستعد لإطلاق الحملة الوطنية التوعوية لوقاية الطلاب والطالبات من المشكلات السلوكية والانحرافات الفكرية، التي اعتمدت «فطن» اسماً للبرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات، حيث جاءت تعمل لوحدها، متناسية الأساس الذي يجب أن تنطلق منه، والمتمثل بالتعاون مع جهة الاختصاص، وأعني بها «نبراس»، بعدما قالت الوزارة إن «فطن» يهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي، وتنمية مهارات المستهدفين الشخصية والاجتماعية، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي والنفسي ب»أضرار المخدرات»، بالإضافة لعتبي على اختيار الاسم، الفصيح «جداً»، والذي لا يحاكي لغة الجيل الحالي، والمستند على (حديث موضوع)! في الحقيقة، لو كان الأمر لدى غير «وزارة التعليم» لم أعتب ربما، ولكن الوزارة مرتبطة باتفاقية برنامج «حماية»، من خلال «اللجنة الوطنية»، كما هو منشور في الصحف، ولأن هناك سبباً آخر، أكثر أهمية بنظري، أستاقه من مرجعية علمية، متمثلة بدراسة صادرة عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية (الأمانة العامة)، تقول: إن التعاطي في المجتمعات الخليجية، في جميع الدول، بدأ لدى 10% في المرحلة الدراسية الابتدائية، وأن 24% بدأوا في المرحلة المتوسطة، و36.6% في السنة الأولى الثانوية، و20% في السنة الثانية والثالثة، وأن 5.8% بدأوا في المرحلة الجامعية.. «والحسابة بتحسب»!.. والسلام.
مشاركة :