أزعم بأننا لا نعرف عن كثير من المناطق في المملكة، وهذا طبيعي نظراً لاتساع المساحة الجغرافية وتنوعها، لكن غير الطبيعي هو عدم معرفتنا بالمناطق السياحية منها، بغض النظر عن تخصصاتها واختلافاتها، وهو أمر تشترك فيه مؤسسات عدة، تقودها "هيئة السياحة"، التي لا تزل تحتاج المزيد من الجهود "الدقيقة" للتعريف بهذه المناطق، داخلياً قبل الخارج.. أحد هذه القوائم المنسية؛ بحيرة دومة الجندل، والتي توصف كأكبر بحيرة في الجزيرة العربية، والشرق الأوسط. وتقول "ويكبيديا" إنها "بحيرة طبيعية، نشأت في دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية، جراء تدفق مياه ري مزارع النخيل بالمحافظة، وتعد البحيرة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة العربية بصفة عامة، والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة.." ليس ذلك وحسب، وإنما "تقع البحيرة على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد التاريخية وتحفها الجبال من عدة نواحٍ، كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، وتتميز بأنها توجد في الصحراء، حيث نشأت من تدفق مياه مشروع الري الذي بدأ في عام 1987، وقد تشكلت البحيرة في منخفض من التلال المرتفعة من جميع جوانبها على مساحة تقدر بنحو مليون متر مربع غير منتظمة الأبعاد، حيث تتم تغذية البحيرة عن طريق المياة الجوفية ومياه المزارع الزائدة عن الحاجة والتي تصب في وسط هذه البحيرة". يأتي الحديث عن البحيرة تزامنا مع احتضانها للجولة الخامسة والختامية من بطولة المملكة للدبابات البحرية، قبل أيام، للعام الثاني على التوالي، والتي امتدحها - البحيرة - أمين عام الاتحاد السعودي للرياضات البحرية، ناصر الناصر، ووصفها ب"الأنسب للرياضات البحرية". حقيقة، الحديث عن بحيرة دومة الجندل، هو - بالضرورة - حديث عن كافة الأماكن السياحية التي لم تعطَ حقها من الاهتمام، وفي كل منطقة عدد من الأماكن السياحة الولادة بالجمال، والتي تنتظر الدعم، بشتى أشكاله، المادي والإعلامي والتسويقي وغيره، وهو أمر لا يحدث عبر انتهاج الطرق التقليدية البائدة، وإنما بأساليب المرحلة، التي تعتمد على السرعة، والانفتاح التقني، والتسارع المعلوماتي. وحتى نكون منصفين، فالأمر لا يجب أن تتكفل به الحكومة بالكامل، وإنما هناك أدوار مسؤول عنها رجال الأعمال، الذين يستفيدون من خيرات البلدان، ومع ذلك يكاد أن يكون دعمهم شبه معدوم، لاعتبارات كثيرة، عدم وجود أرباح عالية إحداها، ولذلك من المفترض أن تكون المساهمة جزء منها هو الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، كشريك في البناء، كما هي الشراكة في حصد الأموال! وباسم كل الأماكن التي تنتظر اهتماماً أكبر؛ نرفع التفاصيل أعلاه ل"رئيس هيئة السياحة".. والسلام.
مشاركة :