مبادرة صينية مفاجئة لتهدئة الحرب التجارية مع واشنطن

  • 9/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قدّمت الصين بادرة حسن نية، الأربعاء، بنشر قائمة من المنتجات الأميركية التي سيتم إعفاؤها من الرسوم الجمركية المشددة المفروضة منذ العام الماضي، قبل انطلاق جولة مفاوضات تجارية جديدة بين البلدين في الشهر المقبل. وأعلنت لجنة التعرفات الجمركية في الحكومة الصينية أن الإعفاءات ستدخل حيز التنفيذ في 17 سبتمبر ولمدة عام، وتشمل 16 فئة من المنتجات تتراوح من مبيدات الحشرات إلى الزيوت والشحوم، مرورا بمنتجات من ثمار البحر والأدوية. وهذه أول مرة تنشر فيها الصين مثل هذه القائمة منذ أن فرضت العام الماضي رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على مجموعة من المنتجات الأميركية. لكن الرسوم المشددة ستبقى مفروضة على منتجات أساسية مثل الصويا ولحوم الخنزير. وبدأ الإعياء يظهر على الاقتصادين الأميركي والصيني بسبب الحرب التجارية المستعرة منذ العام الماضي، والتي شهدت تبادل رسوم جمركية، مشددة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية. وذهبت بكين أبعد من ذلك في بادرة حسن النية، مشيرة إلى أنها قد تصدر قوائم أخرى من المنتجات المعفية من التعرفات “في الوقت المناسب” وبعد درس المسألة. ورغم التوتر بين البلدين، تؤكد الصين والولايات المتحدة أن الحوار مستمر بينهما. وسيلتقي مفاوضون من الطرفين في مطلع أكتوبر المقبل في واشنطن. وتأتي المبادرة الصينية بعد دخول حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 15 بالمئة، على واردات صينية بقيمة 115 مليار دولار، حيّز التنفيذ في الأسبوع الماضي. وتزامن معها فرض رسوم صينية على سلع أميركية المنشأ بقيمة 75 مليار دولار. ومن المقرر أن تدخل حزمة ثانية من الرسوم الأميركية بنفس النسبة، على واردات من الصين بقيمة 160 مليارا اعتبارا من 15 ديسمبر المقبل. وتنتظر الأسواق الآن ردود فعل واشنطن على غصن الزيتون الصيني، لتهدئة التوترات التجارية وإعطاء فرصة أكبر للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل في محادثات الشهر المقبل. وتوقعت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية أن تقدم بكين مبادرات إضافية بالإعلان عن شراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية، بهدف تهدئة التوتر التجاري. ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن المسؤولين على المستوى التنفيذي يناقشون نص اتفاق، ستجري مراجعته خلال مباحثات كبار المفاوضين التجاريين في واشنطن الشهر المقبل. وصدرت إشارات كثيرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة تؤكد ثقته بإمكانية إبرام اتفاق تجاري مع الصين، التي قال إنها تريد التوصل إلى اتفاق. وعبّر ترامب مرارا عن أمله في أن تشرع الصين قريبا في شراء المنتجات الزراعية الأميركية. وقال مؤخرا إن “الصين تخذلنا بعدم الوفاء بتعهدات شراء المنتجات الزراعية الأميركية”. ويبدو ترامب أكثر قدرة على إلحاق الأذى بالاقتصاد الصيني، لكنه أقل قدرة على تحمل تداعياتها على الاقتصاد الأميركي في بلد ديمقراطي، مقارنة بقدرة بكين على تحمّلها في بلد يدار بقبضة مركزية. وتزداد حاجة ترامب إلى تخفيف تداعيات الحرب التجارية على الناخبين الأميركيين، من أجل زيادة فرص فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام المقبل.

مشاركة :