سباق أميركي صيني لتهدئة الحرب التجارية

  • 9/13/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اتسعت حالة التفاؤل بشأن آفاق المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين الشهر المقبل، بعد المبادرات المتبادلة لتخفيف حرب الرسوم الجمركية، التي ألحقت أضرارا كبيرة باقتصاد البلدين ومجمل الاقتصاد العالمي. ورد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مبادرة الصين بإعفاء مجموعة كبيرة من السلع الأميركية من الرسوم المشددة، بإعلان إرجاء فرض رسوم جمركية لمدة أسبوعين، الأمر الذي عزّز فرص نجاح المحادثات التجارية. ويعني ذلك، تأجيل فرض زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار سنويا إلى 15 أكتوبر. وقال ترامب إن القرار يمثل بادرة “حسن نية” قبيل استئناف مباحثات التجارة بين البلدين بداية الشهر المقبل. وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر “بناءً على طلب نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي وبسبب الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر اتفقنا على تأجيل رفع الرسوم الجمركية من 25 إلى 30 بالمئة كدليل على حسن النية”. وكانت الصين، الساعية إلى الحدّ من تأثير الحرب التجارية على اقتصادها، قد بادرت بشكل مفاجئ، الأربعاء، بإلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على 16 فئة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة. وقالت لجنة التعرفات الجمركية الصينية إن الإعفاءات ستدخل حيّز التنفيذ في 17 سبتمبر ولمدة عام على تلك المنتجات، التي تتراوح من مبيدات الحشرات إلى الزيوت والشحوم، مرورا بمنتجات من ثمار البحر والأدوية. وكانت تلك أول مرة تنشر فيها الصين مثل هذه القائمة منذ أن فرضت العام الماضي رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على مجموعة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة. وستبقى الرسوم المشددة مفروضة على منتجات أساسية مثل الصويا ولحوم الخنزير. وذهبت الحكومة الصينية أبعد من ذلك مشيرة إلى إمكانية إصدار قوائم أخرى من المنتجات المعفية من التعرفات “في الوقت المناسب” بعد دراسة المسألة. وتوقعت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية أن تقدم بكين مبادرات إضافية بالإعلان عن شراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية، بهدف تهدئة التوتر التجاري. ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن المسؤولين على المستوى التنفيذي يناقشون نص اتفاق، ستجري مراجعته خلال مباحثات كبار المفاوضين التجاريين في واشنطن الشهر المقبل. وبدأ الإعياء يظهر على الاقتصاديْن الأميركي والصيني، بسبب الحرب التجارية المستعرة منذ العام الماضي، والتي شهدت تبادل رسوم جمركية مشددة على مئات المليارات من الدولارات من المبادلات التجارية السنوية. وصدرت إشارات كثيرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة تؤكد ثقته بإمكانية إبرام اتفاق تجاري مع الصين، التي قال إنها تريد التوصل إلى اتفاق. ويبدو ترامب أكثر قدرة على إلحاق الأذى بالاقتصاد الصيني لكنه أقل قدرة على تحمل تداعياتها على الاقتصاد الأميركي في بلد ديمقراطي، مقارنة بقدرة بكين على تحملها في بلد يُدار بقبضة مركزية. وتزاد حاجة ترامب إلى تخفيف تداعيات الحرب التجارية على الناخبين الأميركيين، من أجل زيادة فرص فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام المقبل. ويرى محللون أن الصين يمكن تعرض مزيدا من فرص وصول السلع الأميركية إلى أسواقها وحماية أفضل للملكية الفكرية، لكنها ستكون أكثر ترددا في تقديم تنازلات بشأن الدعم والسياسة الصناعية وإصلاح المؤسسات المملوكة للدولة.

مشاركة :