كانو الثقافي ينظم محاضرة «أزمة خطاب المثقفين»

  • 9/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن التجارب الأولية لاستخدامات المبنى الجديد، نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 3 سبتمبر، محاضرة بعنوان "أزمة خطاب المثقفين" للدكتور زيد علي الفضيل، وأدار الحوار الأستاذ أحمد البحر. واستهل الدكتور الفضيل المحاضرة بوصفه قضايا الخطاب الثقافي بأنها قضايا ذات إشكال، فالكثير من المثقفين الغربيين والمعاصرين قد ناقشوا قضايا الخطاب الثقافي بوجه أو بآخر، وقد ناقش الدكتور الفضيل في طرحه ظاهرة من ظواهر الأزمة وهي ظاهرة النسق الثقافي بإسقاطها على حوادث من وقتنا المعاصر، فعلى سبيل المثال، استشهد الدكتور الفضيل بموقف بيّن فيه أبعاد ظاهرة النسق الثقافي في الساحة العربية وهي حادثة ظهور هاشتاغ "سرقة الوزير" لشعر أحمد شوقي في إحدى الدول العربية والتي تعود تفاصيلها لافتتاح وزير الثقافة لإحدى الندوات الثقافية، سرد فيها أبيات من قصيدة الشاعر أحمد شوقي مع إغفال ذكر مصدرها، لينزل هاشتاغ في اليوم التالي شارك فيه رموز الثقافة في هذه الدولة بعنوان "سرقة الوزير" مما أوضح كيد المثقف السياسي حين انتهز خطأ وزير الثقافة بإغفاله ذكر الشاعر أحمد شوقي حال استشهاده بأحد أبياته في اللقاء الرسمي المعروض على التلفاز، مُعتبرًا ذلك سرقة أدبية تستحق العقاب الصارم ووجدها بعض المثقفين فرصة لتصفية حساباتهم مع الوزير من خلال حشد الشارع الثقافي عن طريق ذلك الهاشتاغ الصادر. وأضاف الدكتور الفضيل أنه في حين لو أن الوزير قد اعتذر باليوم التالي في بيان صادر عن عدم ذكر مصدر الأبيات بحجة علمه بأن الحشد الثقافي الحاضر للندوة قد يميز بما لا شك فيه أبيات الشاعر أحمد شوقي لأدى ذلك إلى إسقاط كل النخبة الثقافية التي صدر عنها ذلك الهاشتاغ، ولكن ذلك لم يحدث. وأوضح الدكتور الفضيل في خضم حديثه مدى اندهاشه بصور ظاهرة النسق الثقافي التي مرت عليه بمواقف عديدة، وقد تساءل كثيرًا كيف يمكن للمثقف المعني أن يتحول في لحظة عابرة من الزمن إلى بوق من أبواق السلطة أيًا كان نوعها وأخطرها سلطة المعرفة. كما وضح الدكتور الفضيل ظاهرة النسق الثقافي على مر العصور ابتداءً من عصر ما قبل الإسلام الذي اعتمد فيه النسق الحضري على الأخذ والعطاء وتبعه عصر النبوة الذي ارتكز فيه التفاضل بين الأفراد على النسق الوظيفي من تفاضل في الإطار التشريعي والعمل الإيماني والعمل على التطور الاقتصادي، وتبعه العديد من العصور إلى وقتنا الحالي. وفي ختام حديثه، أشار الدكتور الفضيل بأن التحدي المعرفي قد يكون الوسيلة الأمثل للتخلص من ظاهرة النسق ومن الممكن تأطير التحدي المعرفي بإطارين، أولهما التخلص من حروب الإلغاء وهي فكرة جاهلية يجب التخلص منها فهي لا تثمر ومن الواجب اعتناق فكر التسامح، وثانيهما حالة التجرد بالتأسيس بحالة التساؤل والدهشة لتفكيك معايير التفكير المادي.

مشاركة :