كانــو الثقــافــي ينظــم محــاضــرة «أزمــة الصحــف الورقيـة»

  • 2/5/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 31 يناير محاضرة بعنوان «أزمة الصحف الورقية» للأستاذ أسامة مهران وأدارها الدكتور حسام الهامي. استهل الدكتور حسام الأمسية بطرح نظرية ابن خلدون فيما يخص الدورة التاريخية في تطور البشرية والتي عارض فيها أحد فلاسفة الغرب بوصفه التاريخ أنه دائري أي أن البشرية تبدأ من الضعف إلى القوة إلى النضج إلى الطرف ثم إلى الانحلال تطبيقا على الأمم السابقة وفي المقابل كانت رؤية الغرب تعارض النظرية بطرح نظرية تقدم البشرية الدائم للأفضل والأكمل من قبل الفيلسوف «كوندرسيه» ونظرية التقدم اللولبي بتقدم البشرية المطرد وتراجعها بتراجع أقل من التقدم الذي سبقها. وأضاف الدكتور حسام إن الصحافة الورقية احتضنت العقل البشري لمدة تصل إلى أربعمائة سنة تخللتها العديد من الأحداث الفاصلة في تقدم البشرية لتصل في وقتنا الحالي إلى أزمة حقيقية تتجلى في الخسائر المادية للمؤسسات الصحافية وتسريح العمالة وإغلاق عدد من الصحف في ظل افتقاد الجيل الحالي لعنصر الدهشة الذي كان يرافق القارئ فيما مضى حيث انتشر مع الخبر فيديو مصور عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وفضاء الإنترنت الذي أصبح في متداول الجميع. ثم ابتدأ الأستاذ أسامة مهران حديثه بتوضيح أن الأزمات تنقسم إلى نوعين أزمات كيفية وأزمات كمية, ولا بدَّ من تحليل أزمة الصحف الورقية من هذا المنطلق فالأزمات الكمية تعكس التراجع الأفقي الكمي للصحف الورقية أما الكيفية فتعكس تراجع مستوى الصحف ومدى مواكبتها للعصر الحديث من محتوى. وأشار إلى أن مملكة البحرين على وجه التحديد فقدت ثلاث صحف ورقية على مدى العشر سنوات الماضية وهي صحيفة الوقت وصحيفة الميثاق وصحيفة أسواق الأسبوعية بما يعادل 30 بالمائة من الصحف في البحرين بالإضافة إلى اختفاء العديد من الملاحق التي كانت تصدر مع الصحف اليومية مما يعكس الأزمة الكمية في الصحافة الورقية. وأوضح الأستاذ مهران أن الأزمة الحقيقية في العالم العربي بشكل عام لم تتبلور بسبب وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الإلكتروني كما هو متصور بل تكمن في تراجع نوعية الصحافة الورقية التي كان لها الدور الرئيسي في أزمة الصحافة الورقية, وأضاف أن الصحافة الورقية أضرت نفسها بطرد الموهوبين وتدخل المال السياسي كصحيفة السفير وصحيفة النهار اللبنانية. وأضاف أن من أهم أسباب هذا التراجع الكيفي أن الصحافة أصبحت مفتوحة لمن لا مهنة له, وأصبحت الصحافة في الوطن العربي صحافة مصالح ضيقة بعد أن كانت صحافة قوميات وصناعة فكر. وأكّد أن الإعلام المرئي والإلكتروني قد قدم خدمات جليلة للصحافة الورقية على عكس ما يقال وأنه كان من الممكن أن يطور ويخدم الصحافة بشكل أكبر لو إنها لم تهدم ذاتها داخليا عن طريق من دخلها ودمرها وجعلها دون المستوى من ناحية اللغة والقيمة والتوعية والمصداقية والحرفية والمهنية مما أدى إلى ضياع الصحافة الورقية ومعاناة المتبقي منها من أزمات اقتصادية. وفي الختام أشار مهران إلى أن التوقعات الاقتصادية كانت تبشر بأن الصحافة الورقية ستزداد وتتطور عدديا ونوعيا ولكن على عكس التوقعات أشارت الإحصائيات الحالية إلى تراجع الصحافة الورقية في مقابل ارتفاع معدلات النمو السكاني والاقتصادي، وأكّد أن القضية تنحصر في قضية تراجع كمية الصحافة الورقية كنتيجة لتراجع وانهيار نوعية هذه الصحافة ونتيجةً لغياب الدعم الحكومي للصحافة الورقية في العالم العربي. ودلل الأستاذ مهران على كلامه بالإشارة إلى جمهورية الهند كمثال على ذلك حيث أشار الى أنه وبالرغم من أن جمهورية الهند تعكس أعلى معدلات للنمو الاقتصادي في العالم إلا أن الإحصائيات تشير إلى كون الهند إحدى أقل دول العالم في إغلاق مؤسسات الصحافة الورقية.

مشاركة :