قبل مواجهة الأهلي اليوم نظيرة الفتح، سيكون متعذرا التكهن بما ستكون عليه أجواء مباراة الديربي السعودي الهلال والنصر في العاشر من مايو (أيار) المقبل، إلا من الأهمية الخاصة به كديربي، لكن دون القيمة المضافة المتمثلة بتأثير النتيجة على سلم الترتيب، ما يعني أن ما سيعقب مواجهة الأهلي والفتح هذه الليلة يمكن أن يكون أكثر قربا لقراءة ما سيؤول له الديربي، فإن كسب الأهلي نقطة أو النقاط الثلاث سيجعل النصر تحت الضغط الذي سينسحب على المباراة بمجملها، وإن لم يفعل فسيكتفي النصر والهلال بالإثارة والقوة وفي حدود طبيعة ما كانت عليه دائمًا مواجهات الجارين اللدودين. قبل اكتمال الدقيقة الأولى من المواجهة الهامة للنصر أول من أمس أمام الفيصلي فجر قائد النصر حسين عبد الغني صاروخا كرويا هز به شباك الفيصلي، وفي اعتقادي أن المنطق يقول إن ذلك كاف لحرمان الفيصلي من ولو مجرد التفكير في تعطيل مسيرة النصر نحو المحافظة على لقبه، فإذا كان الميزان الفني قبل المواجهة في صالح النصر ومعه الدافع والطموح فكيف به وقد قص شريط التسجيل في الدقيقة الأولى وما الغريب أن يتبعه بثان وثالث في الربع ساعة الأولى وهو ما حدث، ولماذا لا تنتهي المباراة بأكثر مما انتهت عليه 5 / 1؟ هذا منطق فني جاء متفقا مع ما قبل المباراة ومع ما حدث بعد هدف الدقيقة الأولى. الأهلي اليوم ليس له إلا الفوز ليحافظ على فارق النقطتين على أمل أن يتعثر النصر بالتعادل فيساويه بشرط فوز الأهلي على التعاون في بريدة والمبارتان ستلعبان في نفس اليوم والتوقيت، وإن خسر النصر سيتقدمه الأهلي بنقطة أما لو فعلها التعاون ولو بالتعادل فسيظل الفارق كما هو لتبقى المنافسة حتى الجولة الأخيرة بمواجهتين يلعب فيهما النصر أمام الشباب والأهلي مع الاتحاد في 15 مايو المقبل، ولو تم ذلك فإن اللقب سيظل بعيدا عن التكهن ولا يمكن معه إلا الصمت والترقب حتى صافرتي النهاية في جدة والرياض وهذا لم يحدث منذ مواسم عدة، لأنه حتى المواسم القريبة التي حسمت في آخر جولة وحصل الهلال والشباب خلالها على البطولة كان في مواجهات مباشرة وأخيرة جمعتهما مع المنافسين على اللقب الاتحاد والأهلي. يكثر الحديث عن أهمية دور مراقبة المباريات لحمايتها من التلاعب وهذا جيد ومطلوب، لكن ذلك يحدث من الأغلب الأعم بنية التشكيك في مباريات بعينها وأقرب للاتهام المباشر، خاصة عند فوز الفرق المتنافسة على اللقب بنتائج كبيرة على فرق استقرت في مراكز مريحة أو لم تعد قادرة على فعل شيء سوى الهروب من خطر الهبوط أو التقدم لمراكز أفضل وهذا لا يجب أن يكون مبررا للشكوك ولا سببا لنسج خيوط التهمة حولها، وإذا كان المتنافسون يحاولون عرقلة بعضهم البعض فلا يجوز أن يكون سهلا تلطيخ سمعة هذه الفرق دون دليل أو قرائن إنما كلام في الهواء وإذا كان اتحاد الكرة قد أزعجه ذلك لأنه يتسبب في الإساءة لسمعة الكرة السعودية فعليه أن يبدأ أولا بالبت في التهم التي صدرت علانية وصريحة من مسؤولين في الأندية وقضايا رفعت له رسميا بذات الخصوص، لأن من مصلحته فعل ذلك بدلا من أن يبدي انزعاجه أو يطلب التهدئة ممن مصلحتهم في إثارة ذلك والتكسب من ورائه.