ماذا يريد الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعله (إيران) ليستوجب عليها العقاب أكثر مما فعلته من خروقات وتحديات وتهديدات؟!.. ما هو ملاحظ هو أن هذه الدول تُنذر وتُهدد، ولكنها لا تفعل. فمع كل خرق للقوانين الدولية الخاصة بالبحار، من عطب وخطف للناقلات، لا نرى رد فعل، الأمر الذي قوَّى من شوكة إيران، وجعلها تتمادى في تحدِّيها للعالم كله، تفعل ما بدا لها على مقربة من البوارج وحاملات الطائرات التي وصلت من أجل تأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج ومضيق هرمز، حتى أننا لم نرَ أي رد فعل عندما أسقط الإيرانيون طائرة استطلاع أمريكية، وحتى عندما تم احتجاز ناقلتها المسماة (غريس 1) قبالة جبل طارق، أجبرت البريطانيين على الإفراج عنها بعدما احتجزت لهم الناقلة (ستينا أمبيرو)، ونجحوا في وصول ناقلتهم إلى الموانئ السورية وبيع نفطها، ومع ذلك لم يفرجوا عن الناقلة البريطانية، وأعلنوا للجميع، وبلغة التهديد، بأنهم الطرف الوحيد المسؤول عن أمن الملاحة في الخليج. ماذا يريد الغرب، ومعه الولايات المتحدة أن تفعله (إيران) لكي يتم وقفها عند حدها أكثر من إعلان وكالة الطاقة الذرية المتضمن أن الإيرانيين عملوا على تخصيب ما يزيد على 30% من مخزونهم من اليورانيوم، وهو مستوى أعلى من المسموح به بموجب الاتفاق؟! ويواصلون تقليص التزامهم بالاتفاق حتى أنهم وصلوا إلى تطبيق المرحلة الثالثة، فيما تستجدي فرنسا القيادة الإيرانية إنقاذ الاتفاق النووي، وتسعى لإقناع الولايات المتحدة بالتخفيف من عقوباتها التي تحول دون تصدير النفط الإيراني مقابل مضي إيران بالالتزام بما هو وارد في الاتفاق. رأت إيران في التسهيلات الائتمانية التي عُرضت عليها بقيمة 15 مليار دولار كتعويض لها عن تجميد تصدير نفطها ضعفا في الصف الأوروبي المتناقض، ورفضت كل العروض التي تم تقديمها لها، وأصرَّت على مواصلة التخصيب. التردد الأمريكي مبعثه -في ظني- هو التقارير الاستخباراتية الأمريكية التي أفضت إلى أن وجود حاملات الطائرات في مياه الخليج يجعلها أقل قدرة على المناورة، ويُهدِّد بإمكانية استهدافها من قبل القوات البحرية الإيرانية، أو بوابل من الصواريخ الساحلية، حيث رصدوا صواريخ صغيرة تحمل اسم (داو) في المياه الإيرانية، الأمر الذي دعا حاملة الطائرات الأمريكية الابتعاد عن مضيق هرمز بحوالى 450 ميلا بحريا لتتفادى أية مفاجأة من طرف الصواريخ الإيرانية بسبب صعوبة الدفاع عن حاملة الطائرات في فضاء بحري ضيق مثل الخليج، حسب رؤية الخبراء العسكريين الأمريكيين. وذلك يعني أن تظل إيران في ظل هذه السلبية التي عليها الولايات المتحدة تفعل ما تشاء، توقف الناقلات، وتسقط الطائرات الأمريكية المسيرة، وتطلق هي طائراتها المسيرة على الأهداف التي تراها دون خوف ولا وجل.
مشاركة :