الغرب يهدد وإيران تتمادى!

  • 7/26/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الإيرانيين شعروا بأن التهديدات الأمريكية وكذلك البريطانية تبتعد كثيرًا عن الجدية، وأنها مجرد (فقاعات) في الهواء، فقد اختبرت الجدية في تهديدات الولايات المتحدة عندما أعلنت أنها ستدافع عن مصالحها وعن حلفائها في الخليج، فهاجمت إيران الناقلات، وتعرضت لأسطول الولايات المتحدة في مياه الخليج، وأسقطت طائرة استطلاع أمريكية، ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنًا، سوى إطلاق التهديدات، بل وأعلنت مع كل هذه الأفعال الإجرامية التي ترتكبها (طهران) بأنها لا تسعى للحرب، ويبدو أن البريطانيين ينحون المنحى نفسه، فمع أن الإيرانيين احتجزوا ناقلة نفط بريطانية بطريقة مستفزة، يصرح وزير خارجيتهم «بأن أولوية بلاده تنصب على التهدئة، وأنهم لا يسعون للمواجهة مع إيران». وفي حالة مثل هذه من عدم المصداقية وعدم تنفيذ التهديدات من قبل كل من الولايات المتحدة وإيران، تغرد (إيران) وتعربد، وتسيطر على (مضيق هرمز)، ويصرح وزير خارجيتها (ظريف) محذرًا بقوله: «الحذر وبُعد النظر هما السبيل الوحيد لتهدئة التوتر بين بلاده وبريطانيا»، محذرًا إياها من أن تنجر إلى مستنقع، كما حذرها من التصعيد معها. بريطانيا «ماي» ليست بريطانيا «تاتشر» المرأة الحديدية التي قادت سنة 1982م حربًا عسكرية مع الأرجنتين، بعد اجتياح الأخيرة عسكريًّا جزر (الفوكلاند)، وتحملت نتائج دخولها الحرب لاستعادة الجزر رغم عدم موافقة أعضاء كبار في حزب المحافظين، ودخلت الحرب وأنهتها لصالحها، رغم بُعد الجزر عن بريطانيا وقربها من الأرجنتين.. وكذلك أمريكا (اليوم) ليست أمريكا (الأمس) التي أنهت حرب الناقلات سنة 1988م، والتي أطلقت خلالها عملية (فرس النبي) للرد على اصطدام فرقاطة الصواريخ الموجهة (يو أس يو أس صامويل روبرتس) بلغم إيراني ضمن عملية (أرنستو ويل) التي خصصت لحماية ناقلات النفط الكويتية، فأدبت إيران عبر قصفها لمنصاتها البترولية، ويخشى أن تقود هذه السلبية الأمريكية والبريطانية إلى عودة حرب الناقلات التي تمت خلال الحرب العراقية الإيرانية والتي ألحقت الضرر بـ(546) سفينة تجارية، وقتلت نحو 430 بحارًا مدنيًّا.. فاللجوء إلى مجلس الأمن وشرح المشكلة، كما فعلت بريطانيا بعد احتجاز ناقلتها من قبل الحرس الثوري الإيراني، ينم عن موقف ضعف، ويجعل الإيرانيين يتمادون أكثر فأكثر، كما أن تنفيذ الإيرانيين لتهديداتهم لبريطانيا بتعرض ناقلاتها في مياه الخليج إذا ما أصرت على احتجاز ناقلتها في ساحل جبل طارق، ينم عن تمادٍ إيراني في تنفيذ التهديدات. لذلك لا بد من اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة ضد هذه القرصنة الإيرانية، ولعلنا نذكر حينما استهدفت إيران في 5 يونيو 1988م سفينة سعودية، جاء الرد سريعًا؛ إذ أسقطت المقاتلات السعودية من طراز (أف 15) مقاتلتين إيرانيتين من طراز (فانتوم أف 4)، وبعدها لم تجرؤ إيران على التعرض للسفن السعودية.

مشاركة :