تسعى إيران لرأب الصدع بين حلفائها من قادة الفصائل داخل هيئة الحشد الشعبي في العراق، لاسيما بعد بروز خلافات واسعة لمسها الرأي العام العراقي بين نائب رئيس الهيئة فالح الفياض ونائبه أبومهدي المهندس قبل فترة. وساطة إيرانية عبر المالكي وتأتي تلك الوساطة الإيرانية التي انطلقت "عملياً"، الأربعاء، عبر حليفها السياسي زعيم ائتلاف دولة نوري المالكي، الذي يحاول بدوره لملمة أوراق الحشد سياسياً وعقد "صُلحٍ" ما بين الفياض والمهندس. وكان تضارب الأوامر الإدارية بين قادة هيئة الحشد الشعبي العراقي، ظهر بعدما حمل نائب رئيس الهيئة أبومهدي المهندس في (21 أب/ أغسطس الماضي)، الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية استهداف مواقع ومخازن أسلحة الحشد، مهدداً بالرد بقوة على المصالح الأميركية داخل العراق، فيما عد رئيس الهيئة فالح الفياض بيان المهندس تعبيراً عن نفسه ولا يمثل الحشد. وطالت انفجارات غامضة العديد من مخازن ومستودعات الحشد الشعبي خلال الشهر الماضي، آخرها الانفجار الذي حصل قبل يومين في الأنبار. أسباب الخلاف ولتسيلط الضوء على مكامن الخلاف بين الفياض والمهندس، عزا مصدر مطلع ذلك إلى "الهيمنة السياسية" على مفاصل الحشد. وقال المصدر لـ"العربية.نت"، إن "نشوب الخلاف مرده إلى طموحات سياسية يتبناها رئيس الهيئة فالح الفياض، الذي يرأس في الوقت نفسه جهاز الأمن الوطني، ويمتلك حركةً سياسيةً وهي حركة عطاء (7 نواب في البرلمان العراقي)، تهدف إلى استثمار الطاقات البشرية واللوجستية والمالية للحشد لصالح حركته"، مبيناً أن "الفياض وهو نجل زعيم عشيرة البوعامر العراقية، يخطط لتمكين أفراد عشيرته من الحشد، بعدما مكنهم من جهاز الأمن الوطني، من خلال أولويات التعيين السري لهم داخل الوظائف الحكومية للجهاز". المهندس.. وولاء لسليماني ويحظى فالح الفياض بدعم إيراني، بعدما وجه نوابه في حركة عطاء إلى الانسحاب من ائتلاف النصر (بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي)، الذي دخل معه الانتخابات مؤخراً، فضلاً عن إقناعه لنواب آخرين بالانضمام لتحالف الفتح (بزعامة هادي العامري) المقرب من طهران، ما أدى إلى إضعاف المقاعد النيابية لائتلاف العبادي الذي تلاشى حلمه بالولاية الثانية لاحقاً. كما أكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المهندس بصفته القائد الفعلي للحشد الشعبي، يحاول قضم طموحات رئيسه الإداري فالح الفياض، لاسيما أن الأول يرتبط سياسياً وعقائدياً بخط ولاية الفقيه الإيرانية، وبشخصية قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني"، لافتاً إلى أن "المهندس لن يسمح بهزيمتهِ إدارياً وسياسياً وعسكرياً أمام فصائل الحشد مقابل الطموحات السياسية لرئيس الهيئة". وأضاف أن "رئيس حركة عطاء ينتمي للمحور الإيراني بناءً على مصالح سياسية بحتة وليس بدافع أيديولوجي، ومن الممكن أن يختلف مع طهران في حال تبدل بوصلة المكسب السياسي، وهذا ما يخشاه المهندس في حال ارتهان فصائل الحشد لفالح الفياض".
مشاركة :