«تبث إيقاعات الطبيعة في أعمالها الفنية من خلال اختيارها للألوان، وهي تعمل دائما على تصوير الموسيقى من خلال أساليبها المميزة والرائدة في الرسم». بهذه الكلمات، رحبت ريم فضة، مديرة المجمع الثقافي، بالفنانة نجاة مكي وضيوف جلسة الحوار التي أقيمت، مساء أول أمس، في صالة المسرح، بالدور الأول بالمجمع الثقافي، وشارك فيها: الدكتور عمر عبد العزيز، والفنان والمؤرخ الفني طلال معلا، وحضرها عدد من المهتمين بالثقافة والفنون. بدورها شكرت الفنانة نجاة مكي دائرة الثقافة والسياحة والقائمين على افتتاح المجمع الثقافي واحتفالهم بأعمالها الفنية، مرحبة بضيوف الجلسة الذين عاصروا تجربتها من البداية، موجهة سؤالها إلى الفنان معلا قائلة: ماذا جدَّ على تجربة نجاة مكي؟ أشار معلا إلى أنه تعرف على أعمال الفنانة من سنين، وأول كتاب ألفه عن تجربة مكي، مهنئا بعودة العمل في المجمع الثقافي، لافتا إلى أنه، بالتأكيد، يعود برؤيا جديدة ومختلفة، وهذا ما هو ظاهر من خلال معرض الفنانة مكي، وطريقة إخراج هذا المعرض بين أن نرى العمل على الجدار أو معلقا في العالي. إنها تجربة تعبيرية جميلة جدا، إضافة إلى المفردات الموجودة باللوحة الكبيرة أو الصغيرة. وأضاف معلا: نعم الفنانة مكي استطاعت أن تفصل في تجربتها بين حالين: النخل والجمل، ونرى أن مفردات التراث خرجت بهذه الأعمال لتذهب إلى ذاتها، ألغت الطبيعة ورجعت لتخوض التجربة الحديثة. من هنا تأتي قيمة أعمال مكي في التنوع الذي دخل على التجربة. وهناك أمر آخر، لقد جعلت اللون كبديل عن الشكل، له بنية خاصة به، واستطاعت أن تعطيه بنية بأحاسيس أنثوية. عندما ننظر إلى المشغولات في فترة النحت، كانت مكي مهتمة بعلاقة المنحوتة إلى جانب الإحساس العالي. وبدوره تحدث د. عمر عبد العزيز عن البعد المفاهيمي الفني الذي حضر في معرض نجاة مكي، مشيرا إلى تجربة الفنانة بين التثقيف والتدريب، حيث ذهبت أعمالها في التجريد، خاصة أنها حولت اللوحة إلى أيقونة، لكنها استدعت من الطبيعة التضادات وهي لها علاقة بالجمالية الفنية، بحيث تخضع التكوين التجريدي، ولا تتعامل مع الطبيعة على أساس مؤطر. كما أنها استخدمت الدائرة أيضا، لحالة دلالية لمعنى الدائرة، الحالة المجردة للعدد اللامتناه. وأضاف: نجاة فنانة متماهية في أعمالها.. بل باحثة. وهناك البعد المترابط بالتراث المحلي مثل البحر وتدرجاته، هناك الكثير من التموجات المرتبطة بالعامل الرملي الزخرفي واللوني، هناك إلهام في فن السدو، الفن الصحراوي في بعض أعمالها، حيث تستخدم فيها الإضاءة التي تحدث تفاعلا في الفن التشكيلي. واختتمت جلسة الحوار بالإشارة إلى الموسيقى التي تمارس تأثيراً واضحاً في أعمال الفنانة نجاة مكي، والآتية من خلال الحركة اللونية.
مشاركة :