أقامت الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي أستاذة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت، أمسية ثقافية تحمل عنوان «ليلة الشعر والفن والمونودراما» في سنتها الثالثة على التوالي، تحت مظلة جمعية منيرة الحِمْد الثقافية التي أسستها السنعوسي في مدينة تطوان المغربية ذات الطابع والتراث الأندلسي الجميل واللافت للانتباه. وأعدت الليلة وأخرجتها السنعوسي، وكانت ليلة مميزة أشرق فيها نور الإبداع. وجاء افتتاح الليلة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها الشيخ الصغير عبدالرحمن أبلاط التلميذ في مركز محمد السنعوسي للقرآن الكريم، ومقره جمعية منيرة الحِمْد، ثم النشيدين الوطنيين الكويتي والمغربي، وبعدها ألقت السنعوسي كلمة للحضور من المثقفين المغاربة والمهتمين بالشأن الأدبي والفني ومن أعضاء الجمعية، أشارت فيها إلى أهمية العلاقة الأخوية بين الكويت والمغرب، والتي يشهد بها التاريخ على مر السنوات، وأبرزت الدور الكبير الذي تقوم به جمعية منيرة الحِمْد على مستوى الأعمال الإنسانية والخيرية والتربوية للأطفال والثقافية في مدينة تطوان ونواحيها. وشكرت السنعوسي المسؤولين والسلطات في مدينة تطوان على روعة تعاونهم وحسن تعاملهم مع الجمعية، وعلى رأسها باشا تطوان السيد محمد أهناني، ورئيس جماعة تطوان الدكتور محمد إدعمار. وتُعد جمعية منيرة الحِمْد الثقافية علامة بارزة في فضاء الإنسانية والثقافة، وبصمة مميزة في سماء الوسط الثقافي المغربي، حيث تهتم بتعميق العلاقة بين الشعبين الكويتي والمغربي، وتعمل على تنفيذ مشاريع إنسانية وتربوية رفيعة المستوى مجانا للأطفال عبر مشروع: قلوب ومهمات، وتقوم كذلك بإلقاء الضوء على المثقفين والمبدعين في مسارات إبداعية ثقافية وفنية في زوايا راقية جداً، وتقدم بصفة دورية فعاليات ثقافية عالية المستوى وبطبق إبداعي رائع ومبتكر يتمرد على المألوف، ويكسر أطر الروتين، ذات إشعاع كبير. والجدير بالذكر أن الجمعية تحمل اسم السيدة الفاضلة منيره الحِمْد يرحمها الله، وهي والدة السنعوسي، والتي عُرفت بالتقوى والخير والإحسان، وقد حفظت القرآن، وتخلّقت به في حياتها. وألقى السيد أيوب الخاضري كلمة باسم «مجموعة أصدقاء الكويت» بصفته رئيساً، عبر فيها عن قوة العلاقة بين المغرب والكويت، كما قامت بتقديم الفقرات الثقافية عضوة جمعية منيرة الإعلامية أنيسة أمغار، التي تألقت في تقديم الفقرات بشكل جميل. وقد تضمنت الليلة الثقافية معرضاً للكتاب اشتمل على مؤلفات السنعوسي وبعض من منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكانت كلها هدية للحضور، وتضمن المعرض أيضاً لوحات فنية للفنانة التشكيلية المبدعة المهندسة رزان أحمد العودة، وكان من بينها لوحة ناطقة بالحب أبحرت فيها في عالم الألوان. بدأت «ليلة الشعر والفن والمونودراما» بعرض مسرحي مونودرامي يحمل بعداً نفسياً عميقاً بعنوان «شيزوفرينيا» من تأليف وإخراج السنعوسي، وكانت من أداء الممثل المغربي الشاب محمد اكريمص الذي أبهر الحضور باتقانه للدور. وتوالت القراءات الشعرية الجميلة التي راقت للحضور، من مبدعي المغرب الذين أحبوا المشاركة في «ليلة الشعر والفن والمونودراما» وغاصت المعاني المتوهجة من الحروف الشعرية في أعماق نفوس الحضور. وجاءت خاطرة «لؤلؤة الضفتين» للمبدعة خديجة بوزكري في حب مدينة تطوان وأهدتها للدكتورة هيفاء السنعوسي.وعلى الصعيد الفني الإنشادي شاركت فرقة الشرفاء التطوانية بأمداح نبوية من التراث المغربي، وكذلك كانت هناك محطة غنائية كويتية بصوت أيوب لقسومي الذي ارتدى الزي الكويتي، وأدى مقطوعات كويتية تغنى فيها بالكويت على إيقاع دفوف مجموعة الشرفاء التطوانية.
مشاركة :