حكم الشرع فى الأب الذى يأخذ أموال ابنه باستمرار..المفتى السابق يجيب

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يجوز للأب أن يأخذ من مال ابنه باستمرار؛ ولا يأثم الابن إن منعه من ذلك ؛ خاصةً إذا كان الأب يدخر أمواله لشؤونٍ أخرى كالحج والزواج. وأوضح«جمعة» فى إجابته عن سؤال يقول صاحبه:« أبى يأخذ دخلى الشهرى باستمرار، ويدخر أمواله للحج والزواج؛ فهل يمكن لي منعه من ذلك، وما أفعل إذا غضب؟»، أن هذه المسألة تمثل استلاء على أموال الغير بدون وجه حق، وإن غضب الأب فعقابه على الله. وأضاف أن الأب يأخد من مال ابنه بالمعروف، ويبادر ابنه بقضاء حوائجه بالمال، وإعانته بكل ما يستطيع الولد من قوةٍ ، مبينًا: أن مثل هذه المسألة الحالية تمثل تضيقًا شديدًا على الابن من والده، ويجعل الابن فى كرب دائم، لأنه لا يستطيع أن يعيش حياته عندئذٍ.يذكر أن طاعة الوالدين وتأدية حقوقهما من أفضل القربات التي يتقرّب بها العبد إلى ربّه، ومن حقوق الوالد على ولده الأمور التالية:- التحدّث مع الوالد بكلّ أدبٍ، واحترامٍ، وتواضعٍ. عدم إظهار الضجر من قضاء حوائج الوالد. - عدم الإساءة إليه أو تعكير مزاجه. - الدعاء للوالد أو الوالدة أحياءً وأمواتًا.- الوفاء لصديق الوالد وأحبابه، ولو بعد وفاته.- مراعاة حاله بخصوصية أكبر عند كبره، ولأهمية ذلك فقد خصّ الله -تعالى- ذكر الوالدين عند الكبر في القرآن الكريم، ويكون برّهماعند الكبر بإظهار كل لينٍ وتوقيرٍ وقبولٍ لهما، والحرص البالغ على طاعتهما والرحمة بهما كما قدّماها لابنهما صغيرًا.جانب من حق الولد على والده تتعدّد حقوق الولد على والده؛ وقد قسمها العلماء إلى قسمين:-*أولًا: حقوق الولد قبل الولادة : وتبدأ باختيار الوالد زوجته لتكون أمًّا لأولاده، قاصدًا اختيارها من أهل الدين والصلاح، لتسانده بتربية أبنائهم تربيةً صالحةً نافعةً، اقتداءً بأمر النبيّ –صلى الله عليه وسلم- ، ليترتب بعدها حقٌ آخرٌ في المعاشرة الزوجية التي يُرجى من بعدها الإنجاب، وهو دعاء الوالد قبل لقاء زوجته، باتباع سنّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في المُعاشرة، بذكر الأدعية الواردة في ذلك.*ثانيًا: حقوق الولد بعد الولادة: تعد من النِعم العظيمة التي أنعم الله -تعالى- بها على الوالدين نعمة الولد، التي تتم بحقيقتها عند إحسان التربية والرعاية المُثلى لهم، وأداء حقوقهم نيلًا لرضا الله سبحانه، ومن حقوقهم:- التوجّه إلى الله -تعالى- بالشكر والحمد فور رؤية المولود؛ ففي الشكر تزيد النعم.- رفع الأذن في الأذن اليمنى للمولود؛ حتى تكون الشهادتين أوّل ما يسمع الطفل حديث الولادة. -تحنيك الولد بالتمر؛ ويكون بإتيان الوالد أو غيره تمرةً ومضغها، ثمّ يأخذ شيئًا من ريقه فيجعله في فم الطفل. -تسمية الولد باسمٍ مناسبٍ؛ وذلك بتجنب الأسماء المذمومة والقبيحة، ومراعاة جنس المولود. -ذبح العقيقة؛ وهي سنّة عن النبيّ عليه السلام، شكرًا لله على فضله ورزقه. -الختان للذكور، امتثالًا لوصية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.- حُسن التربية والتأديب، وتنشئة الولد فيما يُرضي الله تعالى.بعض أشكال البرّ بالوالدين في حياتهما :- طاعة الوالدين والابتعاد عن معصيتهما، وتقديم طاعتهما على طاعة كلّ البشر، إن لم يكن في ذلك معصية لله -عزّ وجلّ- أو رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، إلا الزّوجة حيث أنّها تقدّم طاعة زوجها على طاعة والديها.- الإحسان إليهما، وذلك من خلال القول والفعل، وفي أوجه الإحسان كلها. خفض الجناح لهما، وذلك من خلال التّذلل لهما، والتواضع في التعامل معهما. -عدم زجرهما، والتلطف بالكلام معهما، والحذر من نهرهما أو رفع الصّوت عليهما. الإصغاء لحديثهما، وذلك من خلال التواصل معهما بصريًّا خلال حديثهما، وترك مقاطعتمها أو منازعتهما في الحديث، والحذر من ردّ حديثهما أو تكذيبهما. -عدم التأفّف من أوامرهما، وترك الضّجر، قال الله تعالى:« فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا »،( سورة الإسراء: الآية 23)،. -مقابلتهما ببشاشة وترحاب، وعدم العبوس في وجههما أو التّجهم.- التحبّب لهما والتّودد إليهما، مثل البدء بالسّلام، وتقبيل يديهما، والتوسّع لهما في المجلس، وعدم الأكل قبلهما، والمشي خلفهما نهارًا وأمامهما ليلًا. -احترامهما في المجلس، من خلال تعديل الجلسة، والبعد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة. عدم التمنّن عليهما في العمل أو الخدمة، فإنّ هذا من مساوئ الأخلاق. تقديم حقّ الأمّ، وتقديرها، والعطف عليها، والإحسان لها، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه -قال:« جاء رجل إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: يا رسول الله من أولى النّاس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك »، رواه البخاري.- مساعدتهما في أعمالهما، فليس من حسن الخلق أن يرى الولد أباه أو أمّه يعملان ويقف ليتفرّج عليهما. -عدم إزعاجهما في نومهما، أو إحداث الجلبة والصّوت الشّديد.- عدم إثارة الجدال والشّجار أمامهما، وحلّ مشاكل البيت والإخوة بعيدًا عن أعينهم.- الإسراع في تلبية ندائهما، سواءً في حال الانشغال أو عدمه. -التوفيق والإصلاح بين الوالدين، وتقريب وجهات نظرهما من بعضها البعض.- الاستئذان عند الدّخول عليهما.- الاستنارة برأيهما، وأخذ مشورتهما في أمور الحياة.فضل بر الوالدين كثيرًا ما حثّ الله - سبحانه- على برّ الوالدين، وأورد الأمر بذلك مرارًا في القرآن الكريم؛ ومنها قوله – تعالى- « وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا»، (سورة الإسراء: الآية 23:25).كما قدّم النبي -عليه السلام -بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله حال حياتهما؛ ويدل على ذلك حديث عبدالله بن مسعودٍ- رضي الله عنه-، قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة على ميقاتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم بِرُّ الوالدينِ))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) ، رواه البخارى ومسلم .ومن الفضائل التي رتّبها الله- سبحانه- على برّ الوالدين:- أنه صفةٌ من صفات الأنبياء.- بر الوالدين يجلب البركة في العمر والرزق، والبركة بالعمر قيل إنّها توفيقٌ للطاعات، أو طول السمعة الحسنة بعد الوفاة.- نيل الدعوة الصالحة المستجابة من الوالدين. -رضا الوالدين يجلب رضا الله سبحانه.

مشاركة :