يعد المؤلف والناقد المسرحي الدكتور أحمد سخسوخ الذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 72 عاما بعد صراع مع المرض، واحدا من أعمدة النقد المسرحي في الوطن العربي، وقيمة مسرحية كبيرة أثرت في أجيال متعاقبة من المسرحيين، ترك ارثا ثمينا في فن المسرح والدراما سيبقى خالدا في تاريخ هذا المجال.رغم عشقه لدراسة علوم المسرح سافر إلى النمسا لدراسة المسرح في 1975 على نفقته الخاصة، درس المسرح بمعهد العلوم المسرحية بفيينا، وعين معيدا به في 1981، حصل على بعثة لاستكمال دراسته وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة فيينا في مجال العلوم المسرحية طبقا للنظام الجامعي القديم، وذلك قبل تغييره في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، الذي ينص على إنجاز دراسات في الفلسفة ومواد جانبية في تاريخ الفنون والتبني بجانب التخصيص، فقد تتلمذ على يد الناقد العالمي مارتن ارثر الملقب بأسطورة مسرح العبثي.ويقول سخسوخ، إن المسرح هو التعبير الحقيقي عن الضمير الحي، وإذا مات فهذا يعني أن الضمير قد مات، وهو قد بدأ مع فجر الضمير الإنساني، وكنا أسبق العالم كله في زرع بذوره الأولي، وقد أخذوه منا، وبنوا ضمائرهم، ونحن قد فرغنا منها، مشيرا إلى كلمة المخرج الإنجليزي جوردن كريج، التي دعا فيها قائلا: علينا أن نبدأ من جديد مع أجيال جديدة تولد داخل جدران المسارح التي تبني أيضا من جديد. شغل سخسوخ العديد من المناصب الإدارية منها رئيس قسم الدراما والنقد ووكيلا، ثم عميدا للمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، شارك لسنوات عدة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي كناقد ورئيس للجنة الندوات، أنتدب للعمل أستاذا مساعدا بقسم المسرح بجامعة السلطان قابوس بمسقط، في 24 أغسطس 1991 لمدة أربع سنوات، كما عمل ممثلا لمرة واحدة في فيلم قصير بعنوان "جونيا"، شاركه البطولة عايدة عبدالعزيز، محمد الصاوي، أشرف أمين، طارق رياض، لمياء السعداوي، وإخراج أشرف فاروق.الف سخسوخ العديد من المؤلفات والدراسات الأكاديمية والنقدية المتخصصة في علوم المسرح منها المسرح المصري في مفترق الطرق، اغنيات الرحيل الونوسية، صناع المسرح المصري وكان اخرها نجيب الريحاني من عصر الازدهار إلى انسداد شرايين الكوميديا.
مشاركة :