قدَّم القيادي بحركة النهضة التونسية زبير الشهودي، اليوم الثلاثاء، استقالته من جميع المناصب القيادية بالحركة، مطالبًا راشد الغنوشي بإبعاد صهره واعتزال السياسة. وأرجع الشهودي أسباب استقالته، في تصريحات لوسائل إعلام، إلى نتائج صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن الشعب التونسي وجه رسالة إلى حركة النهضة واضحة المعالم والدلالة، واختار وسيلة ديمقراطية واضحة للتعبير عن ذلك. وكتب الشهودي عبر صفحته بموقع التواصل فيسبوك، نص الاستقالة وجاء فيها: «استجابةً للرسالة المضمونة الوصول من شعبنا العظيم، أنا زبير الشهودي أعلن إنهاء كل مهامي القيادية في حركة النهضة والالتحاق بعامة المنخرطين، وكلي اطمئنان إلى انتصار الإرادة الحرة في تونس، وأتوجه بثلاث رسائل». وتابع الشهودي أن الرسالة الأولى هي إلى الشعب التونسي الأبي، مقدمًا له الاعتذار عن تقصيره في المساهمة في تحقيق أهداف الثورة في التنمية والرفاه والعدالة الاجتماعية. أما الرسالة الثانية فوجَّهها إلى أعضاء حركة النهضة، خاصةً الغالبية الخلص منهم دون الأقلية الفاسدة والمفسدة، قائلًا: «أعتذر إليهم لانتقادي العلني رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي أطلب منه اعتزال السياسة وأن يلزم بيته ومحرابه ويبعد صهره رفيق عبدالسلام وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الرأي من نساء وشباب وقيادات تاريخية». والرسالة الثالثة وجهها الشهودي إلى «والدي ووالدتي شفاهما الله وأسرتي وعائلتي الموسعة: لقد عانيتم ابتلاء خياري السياسي طوال 33 سنة نصفهم تقريبًا بين سجون بن علي، أتعبتكم وأرهقتكم وعانيتم معي بعد خروجي من السجن، وعودتي إلى النشاط السياسي، وكابدتم معي بعد الثورة عناء المساهمة في إدارة الشأن العام فأطلب منكم الصفح والعفو». وشغل الشهودي منصب عضو مجلس شورى الحركة، ومدير مكتب زعيم الحركة راشد الغنوشي. يذكر أن النتائج الأولية للانتخابات التونسية المبكرة، أظهرت تفوق الأكاديمي قيس سعيد، ورجل الأعمال نبيل القروي، فيما حل مرشح حركة النهضة عبدالفتاح مورو في المرتبة الثالثة.
مشاركة :