فريسة فى شباك الشعر.. الرسالة رقم 13أرسل لها خطابًا مثيرا للتعاطف مملوءا بالنشوى، كثير المعانى الممزوجة بين الشكوى والمآسى كما اعتادت منه، تنهمر منه أشواق مغترب رحل عن وديان أوطانه باحثًا عن مستقبل فى بلد آخر، استقامت سلعته على «التجارة السوداء».كانت رسائله مشابهة فى فحواها لأسطورة الأبنودى «حراجى القط»، لا يغالبه وصف أو استرسال أو مجاز، كان الخطاب رقم ١٣ لها، والصغيرة، تنتظر خطابا تلو الآخر، يشيب بها العمر فى حبه، وهو لم يدرك أن الوقت لا يسمح بالأوراق والنثر، والمشاعر الهلامية، فسندان الأعين لا يترك وبراثن الأنفس لا تنظف، تطاردها الدوائر السوداء، وأشواك الأقدام، المغلوبة فى حبها كانت تنتظر على أمل تسوقه مشاعره المصدوقة لديها لقطع إجازته وينزل لها، «فالجودة بالموجودة»، يزمجرها قلبها الميئوس تجاهه بين فترة وأخرى، فتلينه بضع كلمات منه.كان نموذجا للشاعر البراجماتي، تسوقه مفرداته لما يريد لا لما يطرئ عليه من حالة شعرية، كان كتاجر يعلم جيدًا سلعته، ويعتبرها من أملاكه الشعرية المفضلة عن أخرياتها، مغرورا لحالته الجميلة، فى بعض الأوقات يذهب بها للأبوة، وهى المعصومة العين أمام السرد البلاغى والإبداع الإنشائي، تتذوق كلماته كتذوق عبلة لأشعار أبو الفوارس، نعم تراه فارسها، ولم تعلم بعد إلى أى منتهى تكون نهاية بطولة الشعراء والى أى فعل يقوى عليه زجال لحبيبته، وظلت المسكينة تصدق أن الشعراء بشر فى نهاية الأمر وبطولاتهم فقط ورقية، لم تعلم أن للشعراء زخات من النبوة.باتت حتى الخطاب الـ ١٣ تتوهم أن الحائط مستحكم على حبيبها، وأن الشاعر ربما تحوش بطولاته ساتر، تنتظر هى الآن الخطاب الـ ١٤ على أمل أن يخطفها أعلى حصانه الرمادى المشابه للقلم الرصاص المفضل لديها، وأنا أنتظر معها أى سقف قدر على ذلك الشاعر بطولاته.
مشاركة :