تحت عنوان: «لا بد من صنعاء وإن طالت الحرب»، كتب الأستاذ سمير عطا الله مقالاً في صحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 1-4-2015 جاء فيه: (روى لي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مرة أن علي عبدالله صالح عاتبه لمساعدة المملكة مشايخ القبائل في اليمن، فردَّ عليه الأمير سلطان «سنتوقف عن ذلك فورًا»، فقاطعه صالح بسرعة: «نرجوكم الاستمرار فنحن غير قادرين على ذلك»). هذه الرواية لها قصة رواها لنا سمو الراحل العزيز الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وهو الذي كان حريصًا على الالتقاء بأبنائه من رجال الإعلام في كل مناسبة، يطلعهم خلالها على كل المستجدات، أُورد هذه القصة للدلالة على أن العلاقة بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبين إيران ليست وليدة الساعة، بل منذ سنوات عديدة، والرواية كما جاءت على لسان سمو الأمير نايف هي كالتالي: «اتصل الرئيس علي صالح هاتفيًّا وهو في طريق عودته لبلاده قادمًا من طهران بسمو الأمير سلطان طالبًا الالتقاء بسموه في المطار، وعند وصوله عرض صالح على الأمير سلطان كشفًا يحتوي على أسماء بعض مشايخ قبائل اليمن، وقال معاتبًا: «لدينا معلومات بأنكم تقدمون مساعدات لهؤلاء الأشخاص»، وبعد أن ألقى سمو الأمير سلطان نظرة عليها، رد عليه قائلاً: «ليست هذه كلها أسماء المشايخ، فهناك آخرون سقطوا من البيان، هذه عادة ملكية تعطى لأولئك منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وإن كنت معترضًا على ذلك، فاكتب خطابًا الآن بوقفها وسنوقفها»، فرد علي صالح قائلاً: «لا.. لا.. استمروا». من المؤكد أن الإيرانيين هم الذين زوّدوه بهذه المعلومة، وأوغروا صدره، وجعلوه يطلب هذا اللقاء قبل عودته لبلاده، كان لا بد لصالح أن يحصل على مكافأة، لاسيما وأنه ألقى خطابه في طهران، والذي كنّ فيه الولاء لولاية الفقيه، وقال فيه مبتهجًا: «كنا دائمًا مع الثورة الإيرانية، فمنذ انطلاقتها بقيادة الإمام الخميني أرسلنا وفودًا من علماء اليمن من أجل إعلان التأييد للثورة الإسلامية الإيرانية، ولدينا الرغبة الأكيدة في التعاون». ولقد كشف وزير المياه والبيئة اليمني الدكتور عزمي نديم في لقاء صحفي مع صحيفة عكاظ، بأن علي عبدالله صالح، قرر تشكيل دائرة مختصة في إطار حزب المؤتمر الشعبي العام تُسمَّى دائرة الشؤون الفارسية، وذلك لتكون همزة وصل بين حزبه وبين إيران. وهذا يقودنا إلى مصداقية وجود التحالف الذي تم الكشف عنه بين حزب صالح وبين ميليشيا الحوثيين لإدارة المرحلة المقبلة برعاية إيران التي ستكون المرجعية والضامن للتنفيذ، ويتضمن هذا التحالف تقاسم الحكم خلال فترات انتقالية واستبعاد أي شركاء، مع تشكيل لجنة لحل الخلافات، يُشرف عليها مبعوث إيراني خاص. «الصندوق الأسود» للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح لا يحتوي إلاَّ على المؤامرات، ليست فقط التي يحيكها على جيرانه، بل وحتى على بلاده، فحينما أُطيح به من قِبَل شعبه، قرر أن ينتقم منهم عبر خلق أجواء عدم استقرار، فتحالف مع القاعدة ومع الحوثيين لضربهم وزوّدهم بالسلاح والعتاد، لقد كان مع العراق ضد إيران في حرب الخليج الأولى، وكان مع العراق مؤيدًا لاحتلالها الكويت، والآن مع إيران يدعم ميليشيا الحوثي في انقلابهم على الشرعية، يُوجّه أسلحته الثقيلة نحو صدور الأبرياء من مواطنيه. hnalharby@gmail.com
مشاركة :