في غمرة انشغالنا إعلاميا واجتماعيا بالحدث المؤلم في مسجد قوات الطوارئ في عسير كان هناك حدث مبهج بدمغة سعودية في مكان آخر لم يحظ بما يستحقه من تغطية واهتمام هو بدء التحرير العملي الفعلي للشقيقة اليمن من براثن العصابة الحوثية وإجهاض المخطط الذي بدأ لتسليمها رهينة جديدة إضافية لدى رعاة الفوضى ووكيلهم من الباطن سابقا وفي العلن حاليا. ولا نعرف الآن ما هو شعور جوقة الإعلام الذي سخر كل مهاراته المدفوعة الثمن من الضفة الأخرى للخليج للتشكيك في مشروعية وجدوى ونتيجة عاصفة الحزم وهو يرى ما يحدث الآن على الأرض. إن عملية كبرى كعاصفة الحزم لتحرير دولة محتلة بالكامل في ظل دعم كبير للاحتلال من دولة إقليمية لها مشروعها الاستراتيجي عملية معقدة في كل جوانبها، يمكن أن تطول كثيرا وربما تتعثر في بعض مراحلها لأسباب مختلفة، لكن الذي حدث أنه تم اعتبار عاصفة تحرير اليمن وإعادة الشرعية إليه قضية مصير ووجود عربي قبل أن يكون يمنيا، ولو سقطت اليمن فسوف تسقط الجغرافيا العربية والتأريخ العربي، لذلك لم يكن الفشل واردا أبدا في حسابات المعركة، وها هي عدن قد تحررت وتلتها بقية المحافظات المجاورة تمهيدا لتحرير كل اليمن وعودة الحياة إلى صنعاء الشموخ والأصالة العربية. وها هم الخونة يبحثون عن مخرج وليتهم لا يجدونه ليقتص منهم اليمن على جريمتهم بحقه. غدا تعودين يا صنعاء كما كنتِ، وتلهجين بما قاله عنك شاعرك: قصيدة أنتِ يا صنعاء ما قالها شاعر، لكن تخيلها.
مشاركة :