طين البحر الميت مقصد سياحي للعلاج والاسترخاء

  • 9/22/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمان – البحر الميت مسطح مائي شديد الملوحة لدرجة أن أي شخص يشرب ماءه يُصاب بتسمّم، لكن شواطئه في الأردن لا تزال تجتذب زوارا يبحثون عن الخصائص العلاجية ذات الصلة بمائه الغني بالمعادن وطينه. وفي إطار بحثه عن علاج لمرض جلدي أصابه، نصح الطبيب المعالج غوستاف إدثوفر بالذهاب إلى البحر الميت للعلاج. وزار إدثوفر البحر الميت العام الماضي وكان العلاج إيجابيا، ولذلك عاد هذا العام. وإدثوفر، الذي جاء من النمسا، واحد من عدد متزايد من السائحين الذين يأتون من جميع أنحاء العالم إلى مركز البحر الميت الطبي في الأردن والذي يعمل منذ 29 عاما. وأكدت الدراسات المتخصصة، أن منطقة البحر الميت تتربع على رأس قائمة المناطق العالمية في السياحة العلاجية، نظراً لما تتمتع به من خصائص مناخية فريدة، سواء بخلوها من الرطوبة، وباحتوائها على عيون كبريتية جعلتها مؤهلة لعلاج العديد من الأمراض، وخاصة الجلدية منها، والتي تنتشر بصورة كبيرة، حيث يصل عدد المصابين بها في أوروبا وحدها إلى 25 مليون مريض. نتائج الأبحاث العلمية أثبتت أن العديد من المرضى، ومن خلال نظام الاستشفاء الطبيعي بمياه البحر الميت، جاءت نتائجها إيجابية، وذلك عن طريق الاستحمام فيه والتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مرتين يومياً، على أن تكون الأولى بعد شروق الشمس والثانية قبل الغروب، حيث تتوافر الأشعة فوق البنفسجية طويلة المدى، والمعروفة بتأثيرها الفعال في علاج العديد من الأمراض الجلدية، وخاصة الصدفية. وتؤم أعداد كبيرة من الزائرين العرب والأوروبيين مركز البحر الميت الطبي للاستشفاء من الأمراض المختلفة وتزداد أعداد الزائرين باطراد بعد أن حقق هذا المركز نتائج عالية ومعترفا بها دوليا في مجال معالجة الأمراض المختلفة. يُعتبر مكانا مثاليا للخضوع لجلسات علاجية تتراوح بين علاج إزالة اﻹجهاد والتوتر، والعلاج المتخصص باستخدام التدليك وطين البحر الميت الأسود إلى جانب المعالجة بالموجات فوق الصوتية، وبالتيار الكهربائي، وبالموجات الميكروية، والعلاج بالتبريد، والعلاج بالماء. أسرار البحر الميت عديدة ومن الصعب حصرها، لكن أهمها الشمس التي تختلف عن المناطق الأخرى إضافة إلى الهواء والماء ويقع مركز البحر الميت الطبي مباشرة على شاطئ الحوض الشمالي وهو الأوسع والأعمق، ويبعد عن عمّان أو مطارها الدولي مسافة ساعة بالسيارة. ويتميز المركز، بغرف علاج خاصة وبركة سباحة مالحة المياه لعلاج الأمراض الجلدية واضطرابات المفاصل، مثل الصدفية، والأكيزما العصبية، ويوجد بالمركز طبيب مختص في الأمراض الجلدية وآلام المفاصل يمكن استشارته. ولأن الشمس تسطع طوال العام فإن تبخّر مياهه مرتفع، حيث تتكون فوقه وعلى محيطه طبقة تحتوي على أملاح وفلزات معدنية. وهذه الطبقة تعمل كمصفاة لأشعة الشمس القصيرة وتمرر الأشعة الطويلة التي تستخدم للعلاج فيصبح التعرض لها تعرضا صحيا مفيدا، ليس فقط للمرضى، وإنما أيضا للأصحاء الذين ينشدون الاسترخاء البدني والذهني. يقول زهير بشارات، مدير عام المركز الطبي، إن “أسرار البحر الميت عديدة ومن الصعب حصرها، لكن أهمها الشمس والهواء والماء، فالشمس تختلف عن غيرها؛ نظراً لأن الأرض منخفضة، ما يجعل أشعتها غير ضارة للمتعرض لها، لأن مسافة الجسم عن الشمس أطول من غيرها في أي مكان آخر”. ويضيف “أما الهواء، فهو يحوي نسبة أوكسجين عالية تعتبر العليا على مستوى العالم، وذلك لسببين؛ الأول انخفاض الأرض، والثاني وجود مادة البروم، والتي تنتج عن تبخر مياه البحر المالحة، ما ينعكس على الهواء ليصبح أكثر نقاوة”. وبينما يأتي كثيرون للبحر الميت من أجل العلاج، فإن زوارا آخرين يأتون لتغطية أجسادهم بالطين والسباحة في مياهه المالحة، التي تفوق ملوحتها عشر مرات ملوحة البحار الأخرى. والبحر الميت يقع على نحو 425 مترا تحت مستوى سطح البحر. وشيدت حوله الفنادق الحديثة ومراكز العلاج الطبيعي التي تضم نخبة من خبرة الاختصاصيين. وتتولى منتجعات البحر الميت رعاية ومعالجة المرضى الموفدين من قبل شركات التأمين الصحي العالمية التي دأبت على إرسال مشتركيها إلى هذه المنطقة الفريدة بغناها الطبيعي وقدراتها العلاجية.

مشاركة :