قد يظن كثير من الناس أن الوطن مجرد قطعة أرض وقطعة قماش تمثل العلم . إنه أكبر من ذلك فهو قصة حب بين جسم يحمل قلب كله مشاعر نبيلة رقيقة جميلة لأرض تحوي أهلنا وأحبابنا من أبناء هذا الوطن وولاة أمرنا فكيف إذا كانت هذا الأرض تحوي أفضل بقعة على وجه الأرض قدسها الله وأمنها وهي الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في العالم بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ووجود المسجد النبوي بالمدينة المنورة التي تضم خير جثمان في العالم وهو جثمان الحبيب محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكذلك علمها ( رايتها ) تحمل أفضل عبارة قالها بشر ( لا إله إلا الله محمدا رسول الله ) أن هذا التكريم الذي حباه الله هذه الدولة يعطي هذا الوطن قيمة وحبا لا يمكن يطوله أو يبلغه أحد .. إن كلمة ( وطن ) على قصرها تحمل معاني كثيرة في حروفها ف( الواو ) تعني الولاء التام له ولأهله وعدم الرضى بغيره بديلا مهما كان غيره غنيا أو جميلا وكذلك تعني الود والمحبة لكل ذرة فيه من أرواح بشرية وكائنات وجمادات ( بلادي وإن جارت علي عزيزة … وأهلي وإن ضنوا علي كرام ) وأما حرف ( الطاء) فيعني بلادي مبعث الطمأنينة لقلبي فلا تستقر نفسي حين أفارقها إلا حين تعود إليها وكذلك تعني الطاعة والسمع لولاة أمرنا فيما يرضي الله ويحقق لها مستقبلا مشرفا ويعيد لها مجدا تليدا وأما حرف ( النون ) فيدلنا على النشاط والجهد الذي يجب أن نبذله ونشارك في كل مجال يخدمه ويرفع من شأنه سواء كان شرعيا أو أدبيا أو علميا أو اجتماعيا وكذلك على كل واحد منا رجلا وامرأة صغيرا أوكبيرا أن يكون قدوة صالحة ومواطنا حضاريا عندما نمثله بالخارج وكذلك علينا أن ندافع عنه بأقوالنا ونحميه بأنفسنا من الإرهاب وأعداء الله ورسوله وكل من في قلبه غل وحسد لهذا البلد وأهله وصدق من قال ( وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته