عندما تمر مرحلة البناء والتشييد بعناصر الدفع الحكومي فإن الرهان على تحقيقها يقفز إلى المقدمة لتتحقق أهدافه على وجه السرعة، فكيف إذ وضعت وزارة الإسكان يدها مع المطورين العقاريين، وأصبحوا يحملون هم الوطن والمواطن في إيجاد بيت العمر الذي يكدح لسنوات طويلة حتى يستر نفسه وعائلته ومن تحت يده. هذا المواطن الذي حرصت الدولة أن تكفيه مؤونة البحث والإرهاق النفسي والاجتماعي، فقد سمعنا عن توجهات لإسكان الناس في منازل حديثة البناء فسيحة المكان ووفق ذوق كل مستحق وبأي نكهة يريد أن يتذوقها.. هذا ما عمدت إليه وزارة الإسكان في الأيام الماضية. نتابع يوميا الأرقام المذهلة من مستحقي صندوق التنمية العقارية.. ومن تحقيق لشروط الإقراض، ومن توسع في أنشطة التمويل ومن حرص على تذليل كل صعوبة - تعترض المقترض - وآن لكل شاب الآن أن يتصفح موقع الإسكان ويتابع جديده، وينتظر إطلالة شمس كل يوم بمفاجآت مفرحة تقصر من قوائم الانتظار.. سواء في صندوق التنمية العقارية أو من الاقتراض (أرض وقرض) (أو شراء الوحدات)، وتحميل قيمة القرض بأسرع وسيلة حتى يمتلّك المواطنون مساكنهم. والأهم أننا رأينا عناية فائقة بتأكيد العلاقة بين الإسكان والتطوير العقاري أو ما يعرف بـ(المطورين العقاريين)، وهو ما كان معمولا به قبل فترة، إلا أن تنوع المنتجات العقارية حيّرت المواطنين في الإقبال وسرعة اختيار ما يحلو لهم ولعائلاتهم.. وهذا أمر يستحقون الشكر عليه. المطورون العقاريون وجدوا سوقا رائجة لبضاعتهم، والتوسع في بناء وتطوير المخططات وتشييد المجمعات السكنية وتوقيع الاتفاقيات مع وزارة الإسكان بما يريح المواطن ويحقق له السكن بأسرع الأوقات، لكنني أخشى من فجوة التوسع في دعم هذا التوجه إلى العجلة في البناء.. وهذا سيكون على حساب الجودة، وهناك شواهد يعرفها الملاك والمراقبون، وهو ما لا يسمح به مستقبلا نظرا لوعي المشرفين في وزارة الإسكان وعدم تمرير أي أخطاء في منجزات (أهل العقار). ثم إن فكرة الشراكة مع القطاع الخاص فكرة رائدة، لكن مخاضها ونهاياتها لا يمكن الحكم عليه إلا بتشكيل هيئة رقابية إسكانية هندسية حتى تطبق المواصفات والمزايا، وتعطي المواطن مساحة المشاركة في الرأي، فهو الشريك الأساسي مع الإسكان والمطورين. كما نتمنى أن تكون مواصفات البناء وخدماته على أعلى مستوى حتى لا تتأثر المباني مستقبلا. وبقي أن أشير إلى نقطة جوهرية في زحام البحث عن السكن والاستفادة من معارض العقار التي أصبحت تقام على مستوى المدن السعودية، وعلى الخصوص وضع الخرائط ذات الطابع السعودي وتراثه أمام المطورين والملاّك حتى نحقق أمرين في آن واحد.. الأول: تخفيض قيمة العقار بكثرة العروض، ولو على مراحل. الثاني: إنَّ الحضور في الأماكن التي يكثر فيها ملاك العقار والمواطن سيكون إضافة تميز المنتدى بالاختيارات، وإعطاء مقترحات المواطنين للمطورين، كل حسب رؤيته ونشاطه، وبرؤية وإشراف وزارة الإسكان ومسؤوليها، فالمواطن يفتح عينيه كل صباح بانتظار إزالة الغمّة، وتوفير ما يحتاجه الناس بعيدا عن الجشع والأنانية وعدم السؤال عن الفقراء والمحتاجين وأهل العوز. تمنياتي لوزارة الإسكان وللمخلصين من أبناء الوطن بالتوفيق.
مشاركة :