تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال التسامح والتعددية الثقافية، وهي قيم راسخة في تقاليد البلاد ومبادئ ثابتة في سياساتها تترجمها الأفعال على أرض الواقع، وبعد احتضانها لعدة كنائس ومعابد، ها هي الدولة الخليجية تقرر بدءا من العام المقبل العمل في إنشاء أول معبد يهودي يكتمل عام 2022. دبي - تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها موطن أصيل للتسامح والتعايش، من خلال اعتزامها البدء العام المقبل العمل في إنشاء أول معبد يهودي رسمي في الإمارات على أن يكتمل عام 2022. وسيقع المعبد ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه “بيت العائلة الإبراهيمية” في أبوظبي سيقام فيه مسجد وكنيسة سيكتمل بناؤهما في العام 2022. وكشفت السلطات عن هذا المجمع في فبراير الماضي في أعقاب زيارة البابا فرنسيس للإمارات التي كانت أول زيارة بابوية لشبه الجزيرة العربية، ورسّخت دور البلد الخليجي كقوّة للاعتدال والوسطية وترسيخ قيم التسامح والتعايش، في فترة حرجة من تاريخ البشرية، تتميز بصعود لافت لقوى التشدّد والإرهاب. وتعمل الإمارات على نشر صورتها كمركز للتسامح وتعمل على دعم الحرية الدينية والتنوع الثقافي. وتم في هذا الإطار استحداث وزير للتسامح لأول مرة في الدولة في فبراير 2016، حيث تقوم الوزارة بدعم موقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر فكريا وثقافيا وطائفيا ودينيا. وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قد أعلن في 15 ديسمبر 2018، جعل عام 2019 عام التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف إبراز الدولة بأنها عاصمة عالمية للتسامح وتأكيد قيمته. ومنذ عهد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عملت الإمارات بخطوات ثابتة من أجل ترسيخ قيم التسامح، فاحتضنت دور العبادة المتنوعة حتى تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، وأقرت القوانين التي تجرّم الكراهية ونظمت المؤتمرات وأعلنت وزارة متخصصة في التسامح. وأصبحت البلاد مثالا يحتذى به في العالم في مجال قبول الآخر والتعايش معه، وباتت وجهة مفضلة للملايين من البشر من شتى بقاع الأرض. وباتت الدولة الأولى إقليميا والثالثة عالميا في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا. واستطاعت أن تحتل المركز الأول على المستوى الإقليمي في مؤشر إنفاذ القانون والعدالة لعام 2017/2018 الصادر عن مؤسسة “وورلد جستيس بروجت”. وفي فبراير 2019 توجهت أنظار العالم أجمع إلى أرض الحريات الدينية والتسامح دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لمنطقة الخليج العربي. وحظيت الزيارة باهتمام عالمي لأنها جمعت بين قداسة البابا فرنسيس مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب. وأشاد البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدور الإمارات ونهجها التسامحي، قائلا “بسبب بُعد النظر وحكمة قادة الإمارات تحولت الصحراء إلى مكان مزدهر ومضياف”، مشيرا إلى أن الصحراء التي كانت حاجزا عسيرا ومنيعا صارت مكانا للقاء بين الثقافات والديانات. وأضاف البابا “لقد أزهرت الصحراء هنا، ليس فقط لأيام قليلة في السنة، إنما لسنوات كثيرة في المستقبل، إن هذا البلد الذي تُعانق فيه الرمالُ ناطحات السحاب يبقى تقاطعا مهمّا بين الشرق والغرب، بين شمال الأرض وجنوبها، يبقى مكانا للنمو، حيث الفسحات التي لم تكن مأهولة في السابق، تقدم اليوم فرصَ عمل لأشخاص من أمم مختلفة”. ولم تخل محصلة هذه الزيارة من إنجازات مميزة كتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية وإطلاق جائزة الأخوة الإنسانية وإقامة قداس تاريخي بحضور نحو 140 ألف شخص، ووضع حجر الأساس لبناء كنيسة القديس فرنسيس ومسجد الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبوظبي، وتشييد بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي. وعرفت الزيارة توافد عشرات الآلاف من جميع الجاليات العربية والعالمية، عكس أجواء من المحبة والتآخي الإنساني وشكّل رسالة قوية من أرض الأخوة الإنسانية عبر رمز السلام إلى العالم وتأكيدا على أهمية التكاتف بمحبة وتعاون. ورغم أن المعبد اليهودي المقرر إنجازه سيكون الأول في الإمارات، فإن مجموعة صغيرة من الوافدين اليهود تستخدم بيتا في دبي لإقامة الشعائر الدينية. ومن دور العبادة الرسمية الأخرى في البلاد كنائس مسيحية ومعبد هندوسي ومعبد سيخي. وتحتضن الإمارات عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، وهي من الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها الدولة. وأغلب المقيمين في الإمارات من العاملين الوافدين وأكبر طائفة منهم من الهنود. وقالت السفارة الهندية في أبوظبي إن 2.6 مليون هندي يعيشون في الإمارات أي حوالي 30 بالمئة من مجموع السكان. وتعتبر دولة الإمارات شريكا أساسيا في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة. وتحتضن الدولة عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
مشاركة :