بكين تحيي الذكرى السبعين لقيام «جمهورية الصين الشعبية» رغم رياح مضادة

  • 9/25/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد بكين لاحتفالات كبيرة في الذكرى السبعين لقيام “جمهورية الصين الشعبية” في 1949، وسط احتفاء كبير بمآثر رئيسها شي جيبينج رغم رياح مضادة تهب من واشنطن وهونج كونج. ومن المقرر أن تشهد بكين في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، أكبر عرض مدني وعسكري في البلد، الذي يضم أكبر عدد من السكان في العالم، والهدف إحياء جذوة الروح الوطنية في أمة أصبحت في سبعين عاما ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد عقود من الحرب والبؤس. كما سيشكل العرض فرصة لتقديم آخر أسلحة الجيش الصيني، الذي تعتبره الدول المجاورة أحيانا مصدر قلق، وخصوصا تلك المطلة على بحر الصين الجنوبي. لكن وحدة الدولة الآسيوية العملاقة تأثرت في الاشهر الأخيرة بحركة احتجاج غير مسبوقة في منطقة هونج كونج، التي استعادتها بكين من المستعمر البريطاني في 1997. وكان المحتجون أعلنوا أنهم سيفسدون الاحتفالات المقبلة ودعوا إلى التظاهر في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وألغت السلطات المحلية في هونج كونج حفل العاب نارية بالمناسبة خشية حدوث أعمال عنف. أما القوة الاقتصادية الصينية فهي مهددة منذ العام الماضي بحرب تجارية شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض رسوما جمركية عقابية على المنتجات الصينية. كما تتعرض بكين لانتقادات دولية بسبب سياستها في شينجيانج (شمال غرب) ذات الغالبية المسلمة، حيث تقول منظمات حقوقية إن مليون شخص تم إيداعهم مراكز مغلقة بداعي مكافحة الإرهاب. رغم ذلك سيكون الرئيس شي جيبينج بطلا بلا منازع للاحتفالات بمناسبة إعلان قيام “جمهورية الصين الشعبية” على يد الزعيم ماو تسي-تونج في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1949. وسيستعرض شي جيبينج الثلاثاء التشكيلات العسكرية ويلقي “خطابا مهما”، بحسب وسائل إعلام رسمية. ويرى كثير من المحللين، أن الرئيس الصيني الحالي هو أقوى قائد صيني منذ ماو الذي كان أدخل البلاد في الفوضي بسياسة “القفزة الكبرى إلى الأمام” و”الثورة الثقافية”. وقدر “الكتاب الأسود للشيوعية” الذي وضعه في 1997 جمع من الجامعيين، أن عدد ضحايا النظام الشيوعي الصيني يتراوح بين 40 و70 مليون قتيل، وذلك باحتساب ضحايا عمليات التطهير والمجاعة التي اعقبت سياسة “القفزة الكبرى إلى الأمام” الاقتصادية، ثم قمع حركة الاحتجاج في 1989. بيد أن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت بعد وفاة ماو في 1976، دفعت الصين الى قمة الاقتصاد العالمي. غير أن النمو الاقتصادي الهائل، الذي لا مثيل له في التاريخ، أظهر مؤخرا مؤشرات ضعف، وشهد في 2018 أدنى نسق منذ نحو 3 عقود مع اقتراب كلفة الإنتاج من مثيلتها في الغرب. ويؤثر حاليا ارتفاع سعر لحم الخنزير بسبب وباء حمى الخنازير الأفريقية، على مستوى عيش المستهلكين الصينيين المولعين بهذا المنتج. مع كل ذلك يبقى الحزب الشيوعي الصيني يحكم بحزم في البلد. ومنذ وصول شي جيبينج للسلطة في 2012 خنق كل أمل في إصلاح سياسي وعزز الرقابة على المواطنين عبر مئات ملايين الكاميرات وحجب كبير للإنترنت يقوم على غربلة كل المعلومات الآتية من الخارج. ومع اقتراب الذكرى تعززت أكثر الإجراءات الأمنية في بكين، وتم إغلاق حانات ومطاعم ومتاجر في بعض الأحياء لعدة أسابيع، ومنع في المدينة بيع المسدسات البلاستيكية والطائرات الورقية. ومنذ شهر وفي نهاية كل أسبوع تجري عمليات تدريب على العرض الذي سيقام في جادة السلام الأبدي الضخمة، ما جعل وسط العاصمة شبه محاصر، وطلب من مؤسسات تطل على الجادة، وعلى رأسها وسائل الإعلام الأجنبية، مغادرة المكان. كما سيشارك مئات آلاف الموظفين والطلبة الثلاثاء في الاستعراض أمام منصة قادة دول عند باب السلام السماوي قبالة ساحة تيان انمين.

مشاركة :