رياح إفلاس توماس كوك تضرب قطاع السياحة في دول عربية

  • 9/25/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بعد إعلان إفلاس شركة السياحة والسفر البريطانية توماس كوك، يتوقع خبراء القطاع السياحي حصول خسارة بمئات الملايين. وتداعيات هذه الأزمة تضرب قطاع السياحة في بلدان عديدة بينها دول عربية. أدى انهيار شركة توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر إلى تقطع السبل بمئات آلاف السياح، ما دفع الحكومات وشركات التأمين إلى تنسيق عمليات ضخمة لإرجاعهم إلى بلادهم. وكانت الشركة تدير فنادق ومنتجعات وشركات طيران تنقل نحو 19 مليون مسافر سنويا إلى 16 دولة مختلفة. إفلاس هذه الشركة ضرب قطاع السياحة العالمي في الصميم، حيث جاءت اليونان مثلا عام 2018 في المرتبة الثالثة من بين أهم وجهات توماس كوك. ويساهم قطاع السياحة في نمو الاقتصاد اليوناني ويؤمن نحو مليون فرصة عمل. لكن بعد الإفلاس بدأ أصحاب الفنادق يخشون الخسارة، ويوجد أكثر من 50 ألف سائح عالقون في اليونان، وعلى جزيرة كريت وحدها أكثر من 22 ألف سائح ينتظرون العودة. وتُقدر خسارة الفنادق بـ 80 مليون يورو على الأقل. ويذكر إفلاس توماس كوك بالأزمة المالية التي اجتاحت اليونان قبل عشر سنوات، لأن قطاع السياحة يساهم بنسبة كبيرة في نمو اقتصادها. تداعيات هذه الأزمة لا تزال غير واضحة بالكامل، لكن ممثلي القطاع السياحي يتوقعون خسارة تصل إلى 500 مليون يورو، وقد تراجعت نفقات السياح كثيرا، كما لا يمكن التخطيط لموسم الصيف المقبل، لأن الكثير من الفنادق كانت عقودها للعام المقبل مع توماس كوك.   انتهى زمن توماس كوك مع الإعلان عن الإفلاس البلدان العربية معنية بالإفلاس تداعيات إفلاس توماس كوك لا تقتصر على أوروبا، إذ أنها وصلت إلى دول عربية تنشط فيها السياحة مثل تونس التي قال وزيرها للسياحة، روني الطرابلسي، إن حوالي 45 فندقا في تونس التي يعتمد اقتصادها على قطاع السياحة الحيوي، تأثرت بانهيار شركة توماس كوك، في حين تسعى الحكومة لمساعدة هذه الفنادق عبر قروض ميسرة. وأشار وزير السياحة التونسي إلى إن توماس كوك تدين للفنادق التونسية بنحو 60 مليون يورو. وعقد الطرابلسي اجتماع أزمة مع السفيرة البريطانية في تونس وأصحاب الفنادق المعنية، وعقب الاجتماع قال إن الحكومة البريطانية تعهدت بدفع ديون توماس كوك لكنها لم تضع مدة محددة.  في حين أبدى اتحاد النزل (الفنادق) في تونس قلقه من مصير العشرات من النزل التي كانت تعمل بشكل حصري مع شركة السياحة العالمية البريطانية توماس كوك غداة إشهارها لإفلاسها. وقالت منى بن حليمة العضو المكلف بالاتصال بالجامعة (الاتحاد) التونسية للنزل، إن حوالي 100 فندق في المنتجع السياحي بمدينة الحمامات وفي جزيرة جربة السياحية تضررت من إعلان الشركة البريطانية إفلاسها. وقالت بن حليمة "نحن قلقون بشأن مستقبل حوالي 40 نزلا يعملون بشكل حصري مع توماس كوك". وبحسب إحصائيات اتحاد النزل يصل تونس حوالي 205 آلاف سائح عبر رحلات توماس كوك. ويمثل السياح البريطانيون حوالي 10 بالمائة منهم. وقطاع السياحة التونسي حيوي ومصدر رئيسي للعملة الصعبة، ويساهم بنحو 8 بالمائة في الناتج المحلي بالبلاد. وفي المغرب شكلت وزارة السياحة خلية أزمة للتعامل مع تداعيات انهيار توماس كوك التي كانت تسيّر رحلتين إلى مراكش أسبوعيا. أما في مصر فقالت مجموعة بلو سكاي، وكيل توماس كوك إنه جرى إلغاء 25 ألف من الحجوزات في مصر حتى أبريل/ نيسان 2020. ولدى الشركة 1600 سائح في الغردقة حاليا. آلاف السياح ينتظرون في مايوركا للعودة إلى ألمانيا توماس كوك فرع ألمانيا وفي دول أخرى يعلن إفلاسه وقدمت الشركات التابعة لتوماس كوك في ألمانيا طلبا لإشهار إفلاسها اليوم الأربعاء (25 أيلول/ سبتمبر) في خطوة تستهدف فصل علاماتها التجارية وعملياتها عن الشركة الأم المنهارة، وقالت إنها تجري محادثات مع مستثمرين محتملين جدد. وقالت الشركة الألمانية في بيان "أوضحت لنا محادثات مكثفة على مدار اليومين الماضيين مع مستثمرين استراتيجيين وفي قطاع الاستثمار المباشر... أن الفروع الألمانية من توماس كوك سابقا لديها فرصة للاستمرار تحت علاماتها التجارية نيكرمان رايزن وأويغر تورز وبوخر رايزن". لكن الخبراء يعبرون عن ارتياحهم لتمكن شركة كوندور الفرع الألماني لتوماس كوك من الحفاظ على حركة نقل المسافرين جوا. وتعتزم الحكومة الألمانية منح شركة كوندور العملاقة للسياحة قرضا قصير الأجل لمساعدتها على تجاوز محنتها المالية الناتجة عن إفلاس شركة توماس كوك الأم، إذ تدرس الوزارات  المعنية منح كوندور قرضا بقيمة 380 مليون يورو. وألغيت بعض الرحلات الجوية التي تديرها الوحدة التابعة لشركة توماس كوك في المنطقة الإسكندنافية أيضا أو تأجلت حيث تكافح الوحدة للبقاء بعد انهيار الشركة الأم هذا الأسبوع. وقالت شركة سبايس الدنماركية التابعة لتوماس كوك إن العديد من الطائرات التي تشغلها الخطوط الجوية الإسكندنافية التابعة لتوماس كوك لم تتمكن من الإقلاع، لأن عقود الاستئجار الخاصة بها لا تزال مع الشركة البريطانية الأم. وأعلنت السلطات المحلية في بولندا أن نحو 3600 عميل لوحدة نكرمان بولسكا التابعة لتوماس كوك ما زالوا خارج البلاد. وقالت إيزابيلا ستلمانسكا مديرة إدارة الثقافة والدعاية والسياحة في منطقة مازوفتسكي خلال مؤتمر صحفي "أكبر مجموعة من السياح لا تزال في حوض البحر المتوسط. نواجه المشكلات الأكبر في مايوركا وتركيا وتونس". والجدير بالذكر أن شركة  توماس كوك، التي تأسست عام 1841 وتعد أقدم شركة سياحية في العالم، قد انهارت وأعلنت إفلاسها يوم الاثنين (23 أيلول/ سبتمبر) لتتقطع السبل بنحو نصف مليون سائح بأنحاء العالم، وتنطلق أضخم مساعي إعادة مواطنين من الخارج في زمن السلم في التاريخ البريطاني. وقالت هيئة الطيران المدني البريطانية لدى الهيئة والحكومة أسطولا من الطائرات المستعدة لإعادة السياح البريطانيين. وأعادت الحكومة البريطانية يومي الاثنين والثلاثاء نحو 1200 سائح عبر طائرات أرسلت لمطار النفيضة التونسي، بينما لا يزال حوالي أربعة آلاف آخرين داخل البلاد وسيعودون عقب انتهاء عطلاتهم. م.أ.م/ ع.ج ( أ ف ب، رويترز، د ب أ )

مشاركة :