أدى احتدام التنافس في قطاع تصنيع توربينات الرياح بشكل أكبر من أي وقت مضى، إلى اضطرار كبرى الشركات العاملة في هذا المجال إلى الاستغناء عن أكثر من ألف وظيفة خلال الأيام القليلة الماضية. وبحسب "الألمانية، أعلنت شركة "فيستاس ويند سيستمز"، وهي أكبر شركة في العالم لصناعة توربينات الرياح، أنها ستستغنى عن نحو 590 وظيفة علاوة عن الـ90 وظيفة التي استغنت عنها في آب (أغسطس) الماضي. ومن جانبها، تعتزم شركة "سيمنز جاميسا رينيوابل إينرجي" الاستغناء عن 600 وظيفة في الدنمارك، التي تعد من معاقل الاستفادة من طاقة الرياح في العالم، حيث تلبي الرياح قرابة 50 في المائة من احتياجات الطاقة في البلاد. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن جان مارك ليشين، مدير التشغيل في شركة فيستاس قوله إن "استمرار التنافس في هذه البيئة يعني أنه من الضروري أن نقوم بتعديل بصمتنا للتصنيع لضمان التعامل بشكل جيد مع قواعد التكاليف لدينا". وصرح أوليفر ميتكالف الخبير الاقتصادي في منظمة "بلومبيرج إن إي إف" للدراسات الاقتصادية "شهدنا تراجعا في حجم الطلب في ألمانيا، وهي من الأسواق الرئيسية لشركات تصنيع توريبنات الرياح". وأضاف أن أغلبية الشركات في الوقت الحالي تتجه إلى دخول الأسواق الأكثر نموا في هذا القطاع مثل دول أمريكا اللاتينية. وحتى 2010 كانت الولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى في العالم بإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، لكن الصين، العاملة بسرعة في اعتماد الطاقة المتجددة تخطتها. وتتنافس على لقب "الطاقة النظيفة" خمسة مصادر معروفة في مرحلة التطوير وهي الطاقة النووية، والطاقة الهيدروكهربائية، والطاقة الشمسية، والطاقة البيولوجية، وطاقة الرياح. وتمتاز طاقة الرياح على الطاقة النووية، في أنها لا تحتمل مخاطر هائلة، ولا حتى بسيطة، مثل المخاطر الناجمة عن احتمال انهيار المفاعلات النووية. كما أنها لا تحتاج إلى مواد خام، مثلما تحتاج الطاقة النووية إلى اليورانيوم المخصب، الذي يوجب أولا شراء معدن ثمين، ويحتاج إلى تقنية مكلفة وبالغة التطور لتخصيبه. وتمتاز طاقة الرياح على الطاقة الهيدروكهربائية (سدود الأنهار) في أنها يمكن إنتاجها في الأماكن القاحلـة، ولا حاجــة بها إلى أنهار أو منشآت ضخمة لإنتاجها، وهي لا تؤثر بأي شكل في البيئة مثلما تؤثر السدود، التي قد يحتاج إنشاؤها إلى تهجير قرى، وغمر غابات تحت مياه بحيرة السد، كذلك لا تحتمل مخاطر كمخاطر انهيار السدود وإغراق القرى.
مشاركة :