بعد غدٍ (الثلاثاء) يدخل الهلال السعودي معتركاً صعباً ومعركةً حاسمةً في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام مضيفه السد القطري؛ ممثلًا لمملكة العز والشموخ وحاملًا أملها الوحيد والأخير في هذه النسخة بعد خروج الأهلي من دور الـ16، وخروج النصر والاتحاد من دور الثمانية. الهلال لن يحمل على عاتقه في مواجهتي السد آمال وأحلام الهلاليين فقط؛ بل أحلام كل السعوديين المتعطشين لاستعادة الكرة السعودية زعامة الكرة الآسيوية بعد غياب طويل لـ»الزعيم الأزرق» امتد منذ 2002 وغياب متواصل لـ«الزعيم الأخضر» امتد منذ عام 96م، وحضور قاري قصير الأجل لـ«العميد الأصفر» عامي 2004 و2005م. «الزعيم الآسيوي» لن يكون في مهمة سهلة أمام «الزعيم القطري» الذي أظهر أنيابه في إياب ربع النهائي أمام النصر، واستعاد شيئًا من قوته وصحته وهيبته التي استردها بعودة قلبه النابض الكوري الجنوبي نام تاي هي ومعه كتيبة من المحترفين الأجانب والمجنسين، حتى تأثره بغياب الظهير الدولي القطري البرتغالي بيدرو ميغيل للإصابة سيكون محدودًا لوجود بديله الظهير الدولي القطري السوداني حامد إسماعيل! بالنسبة للهلال مازال وضعه مقلقًا حتى وهو يهزم الاتحاد بثلاثيتين متتاليتين ويكسب التعاون دوريًا؛ إذا لايزال دفاع الفريق تائهًا هشًا مرتبكًا، وحارسه المعيوف ليس في أفضل حالاته، وهي الحال كذلك بالنسبة لمهاجمه الفرنسي قوميز الذي فقد بريقه وطريقه إلى الشباك في المواجهات الأخيرة وأضاع الكثير من الفرص المحققة، فيما لازال عشاق الهلال ينتظرون منذ العام الماضي أكثر بكثير مما يقدمه الإيطالي جيوفنكو، كما ينتظرون أن يعود البيروفي كاريلو من استراحته القصيرة بذات القوة والسلطنة التي كان عليها في الشوط الأول من مباراة الفريق الدورية أمام الاتحاد قبل أن يخرج مبكرًا متأثرًا بالإصابة! كل التوفيق لممثل الوطن المشغول في هذه الأثناء بتشريف الرياضة السعودية؛ بينما لايزال جيش من الإعلاميين المأزومين مشغولين بتحليل مباراته أمام التعاون وممارسة اللطم والبكاء بالنيابة عن التعاونيين أنفسهم! قصف أخطاء الحكم الروماني أوفيديو هاتسيجان الموسم الماضي في مواجهة الهلال وأحد ومواجهة النصر أمام الفتح ساهمت بشكل مؤثر في تغيير مسار البطولة، وبالأمس عاد ليرتكب مع مساعديه وبالتعاون مع حكام الفيديو كوارث تحكيمية في مواجهة الهلال والتعاون، يجب أن يكون هناك متابعة لأداء الحكام الذين يتم استقطابهم واستبعاد من يتكرر سقوطه تحكيميًا! -خبراء التحكيم أكدوا بعد مباراة الهلال والتعاون وجود ضربتي جزاء للهلال لم يتم احتسابهما وهدف هلالي صحيح تم إلغاؤه، وللتعاون ضربة جزاء وحيدة لم تحتسب، أما «خبلاء» التحكيم فلم يشاهدوا بعيونهم العوراء إلا جزائية التعاون! الاتحاد القطري جهز ممثله السد بتأجيل مواجهتي الخور والعربي، أما اتحادنا فرأى أن مواجهة الهلال للاتحاد والتعاون في 5 أيام هي أفضل تجهيز للمواجهة! الهلال اليوم ليس بأفضل حالاته فنيًا وعناصريًا، وقد تكون مهمته في آسيا هذه المرة صعبة جدًا؛ لكنَّ الهلال هو قاهر الصعاب، وإذا كان الحلم بالنسبة للهلال صعبًا؛ فالاستسلام هو المستحيل.
مشاركة :