أقيمت دورة كأس الخليج العربي 23 لكرة القدم في دولة الكويت العزيزة وعلى عكس كل التوقعات بأن الدورة لن تقام فإذا بنا وخلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين تنظم الكويت الدورة بعد أن كانت على شفى حفرة من الإلغاء. ما حدث أمر ليس بمستغرب على الكويت وأميرها وشعبها الذي تعلمنا منه الكثير وأعاد لنا ذكريات الكويت الغالية من كافة النواحي وأولها التنظيم الرائع والفن الأصيل والترحيب بأبناء الخليج، بطلب من الوالد الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد حفظه الله، ولبت الكويت حكومة وشعبًا الطلب إلى واقع شهد به كل من حضر وتابع الدورة، فكان النجاح حليفها ويكفي حفل الافتتاح وما قدم خلاله وحفل الختام الذي شهد حضورًا جماهيرًا لم نشهده في أي دورة عربية غاب عن ختامها ممثل الدولة المستضيفة!. رغم غيابي الأول عن دورات كأس الخليج بالكويت إلا أنني كنت متابعًا لها من البداية فالكويت تعني لي الكثير في عملي الصحافي فقد كانت الدورة الثالثة عام 1974 أول حضور خارجي لي شخصيًا وشهدت خلالها أول دورة تقام على ملعب مزروع بالنجيل الطبيعي في نادي الكويت وأول تغطية ملونة تلفزيونيًا وأول دورة لا يدخل فيها هدف في مرمى الفريق الكويتي الذي حرسه أحمد الطرابلسي. الكويت التي تعلمت منها الكثير وأولها وليس آخرها تسجيل اسمي بحروف بارزة في تاريخ الصحافة الكويتية فعملت مراسلاً لجريدة الأنباء الكويتية مع صدورها في مثل هذه الأيام من عام 1976، ولازلت حتى الآن أعمل بها كأقدم موظف ومراسل رياضي من البحرين.. فهي الجامعة التي تخرجت منها وأعتز بذلك. لذا فليس من المستغرب أن تشهد أي بطولة تقام على أرض الكويت النجاح والتوفيق وإن كان هناك عتب على الأخوة في اللجنة المنظمة العليا للبطولة بعدم دعوة هرم الرياضة البحرينية والخليجية والعربية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، إلا أن الأخوة في الكويت بادروا وبسرعة للاعتذار عن ذلك وشاهدنا وسمعنا الكثير الذي يؤكد مكانة بوعبدالله في قلوب أهل الكويت الغالية ومكانتها في قلبه الكبير الذي يحتضن حب الجميع الله يعطيه الصحة والعافية. شكرًا للكويت النجاح في احتضان خليجي 23 والذي ارتبط أيضًا بعودة الكويت للساحة الرياضية والمشاركة في البطولات، ونتمنى أن تكون فاتحة خير من جديد للرياضة الكويتية والله يوفقهم.
مشاركة :