متابعة: ضمياء فالح يطرق النجم الإسباني خوان ماتا (31 عاماً) لاعب وسط مانشستر يونايتد كل الأبواب في كتابه «سادنلي فوتبولر» (فجأة لاعب كرة) ليظهر مثل فيلسوف يطرح رأيه في شخصيات مثل نيلسون مانديلا وأرسطو وأوجستين وستيف جوبز وروديارد كيبلينج وفكتور فرانكل ومارسيلو بيلسا.قد يكون هذا غريباً على الكرة الإنجليزية، فقبل 30 عاماً كان يعتبر الفرنسي جراييم لو سو مثقفاً ومطلعاً لأنه كان يقرأ صحيفة الجارديان، تغير الزمن وأصبحت غرف ملابس الفرق الإنجليزية أكثر عولمة ولا يشعر ماتا بالوحدة التي عاشها لو سو، فلديه الكثير من الزملاء الذين يشاركونه اهتماماته وحبه للأدب والقراءة. أدب ومشاعر أسس ماتا قبل عامين مبادرة «هدف مشترك» بعد زيارة لمومباي يتبرع بموجبها بواحد بالمئة من أجره وتبعه القليل من نجوم الكرة منهم حارس ليستر سيتي كاسبر شمايكل ومدرب ليفربول يورجن كلوب مؤخراً. ماتا لم يكتف بهذا بل خصص 99 بالمئة من ريع كتاب سيرته الذاتية للحملة. ويتحدث ماتا في كتابه عن مدربه في تشيلسي مورينيو الذي باعه لليونايتد مقابل 37.1 مليون استرليني ثم عاد ليدربه في اليونايتد بعد عامين. ولم يجعل ماتا مجيء مورينيو ذريعة للهروب من اليونايتد ويقول: «لا توجد لدي مشاعر عداء تجاه المدرب إطلاقاً، أسلوبي في اللعب ليس مطابقاً لفكرته عن كرة القدم وهذا ما جرى. في تشيلسي كنت لاعب العام مرتين على التوالي وكان كل شيء رائعاً وجميلاً حتى جاء بأسلوب مختلف وأنا أحترمه لأن في كرة القدم توجد أكثر من مقاربة وفلسفة. اعتبرت خلافه معي كروياً ثم رحلت لليونايتد وبعد فترة جاء هو أيضاً لليونايتد. أشعر بالرضى عن نفسي لأنني مجدداً لم أختر الطريق السهل وأهرب، وعلى خلاف ما تصوره البعض لعبت أكثر مما توقعه الناس. شعرت بأنني لاعب مهم وشاركت في كلا النهائيين اللذين صعد لهما الفريق. كان يشركني مرة ويتجاهلني مرة حسب خطته لكنني بقيت صامداً، لعبت مواسم جيدة معه واشعر بالرضى عنها». ويكافح ماتا لإثبات أن اللاعب الصغير الحجم يستطيع هزم الخصوم الأكبر منه حجماً بذكائه وينتقد الاعتماد على الإحصائيات بدلاً من الأداء النوعي ويؤكد دوماً على أهمية تغيير إيقاع اللعب بين فترة وأخرى لمصلحة سير المباراة لدرجة اتهم فيها بأنه «بطيء» ويقول: «لست بطيئاً لكن السرعة في تفكيري وأقرأ المباراة أفضل من غيري».يركض ماتا في مكان لا تظهر فيه جدوى للجري ويمرر تمريرة لا ينجزها غيره ويقتبس ماتا من المؤلف الأمريكي ويليام بروس كاميرون ويقول: «ليس كل ما يعد بالأرقام مهماً وليس كل ما هو مهم يمكن عده».وعند سؤاله عما إذا كانت مسيرته تضررت بالإحصائيات يقول: «ربما نعم، ما زلت معتقداً أن فهم اللعبة والتفكير أثناء اللعب هو قلب الكرة وأهم عنصر في اللاعب. المباريات تطورت بدنياً والإيقاع مختلف الآن عما كان عليه الحال في الثمانينات والتسعينات، أحياناً لا يشعر المشجعون بأهمية اللاعبين المهاريين لكنهم في النهاية هم الذين يجلبون السعادة». الاستقرار وأكد ماتا على أهمية الاستقرار في الفريق وقال: «عندما تغير المدرب فهذا يعني أنك تقول للاعبين إنكم لم تقوموا بوظائفكم كما يجب. تغيير المدرب أسهل شيء لكنه ليس علامة جيدة، من الأفضل بقاء المدرب 25 عاماً يحصد فيها 13 لقباً. أحياناً تحتاج إلى الصبر خصوصاً مع الشباب». ويدرك ماتا جيداً أن عودة الفريق للقمة ستكون طويلة لكنه التزم بالمشروع لذا مدد في يونيو/ حزيران الماضي عقده لعامين آخرين لأنه يريد تعويض المشجعين الذين تحزنه خيبة أملهم. ويعلق ماتا: «البعض يقول لي جئت للنادي في توقيت غير مناسب لكن اللعب في اليونايتد مميز ورائع. منذ صغري وأنا أشاهد هذا الفريق يحقق الانتصارات وعندما تهيأت لي فرصة الانتقال إليه لم أتردد، أردت الشعور بما يعنيه أن تكون لاعباً في اليونايتد. لا يحصل المرء على ما يتمنى لكنني على الأقل سأحاول حصد لقب يجعل مدينة مانشستر تصطبغ باللون الأحمر. روى لي دي خيا مرة تفاصيل اليوم الذي احتفلوا فيه بلقب الدوري في دينزجيت وأنا أريد أن أعيش هذا أيضا».
مشاركة :