لسنا في معرض حديث عن سيرة سعود الفيصل الذاتية وهو يترجل عن كرسي ما ملأه سواه على مدى أربعة عقود ، تبدلت خلالها سياسات واستجدت أحداث وهو راسخ مكين ، يمثل المملكة العربية السعودية ومواقف قيادتها خير تمثيل ، ولأن الحزن عميق للفقد الذي بدأنا نستشعره بمجرد إعلان القرار السامي بالموافقة على طلبه - شفاه الله - بالإعفاء من منصبه ، إلا أن العزاء الذي بثه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتعيينه وزيراً للدولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، ومشرفاً على الشؤون الخارجية ، خفف شدة الفقد وألم بعده عن المشهد السياسي وجعله فقداً محدوداً برؤيته ممثلاً للمملكة لكن خبرته وحنكته مستثمرة ومقدرة . ولأنه الفيصل سعود ففقده عالمي وإقليمي وليس على صعيد المملكة وحسب ، لذا لم يختلف حديث وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أنور قرقاش، عن حديث أي منا بشأن سعود الفيصل حين قال " إن مسرح العلاقات الدولية سيفتقد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، يغادر السياسة الخارجية الأمير سعود الفيصل بسجل يحسد عليه، ألمعية وثقافة وحضور ستفقدها منابرنا الاقليمية والدولية، سنة الحياة ترجل الفارس". كذلك لم يتجاوز الشاعر القدير راشد النفيعي الواقع حين قال : هز المرض رأسه ولامال رأسه وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود تدرون من يملأ عيون السياسة ؟! سعود لا قبله ولا بعده سعود فرغم أن للشعر أن يحلق ماشاء له الفضاء ، إلا أن السؤال موغل في الواقعية ، فمَنْ حقاً يملأ عيون السياسة مثلما ملأها سعود الفيصل ، الذي وقف كالطود أربعين عاماً كخير من يمثل قادة السياسة السعودية ويتحدث باسمها ، أيا ما كانت مواقف المملكة و نهجها كان سعود قادراً على كسب احترام المحافل وتقدير المؤتمرات . نسأل الله عز وجل أن يشفيه ويجزل له المثوبة على ما قدم لوطنه طوال سنوات تمثيله له مخلصاً شامخاً متحاملاً على نفسه . @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com
مشاركة :