دعا المشاركون في الدورة الثالثة من منتدى التسامح الذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية أمس بمقر الأرشيف الوطني في أبوظبي، إلى أهمية تفعيل المرسوم بقانون رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ليشمل الكراهية أو التطرف أو التمييز في وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد المنتدى الذي يعقد تحت شعار «دور التسامح في التلاحم المجتمعي» أن قيم التسامح في دولة الإمارات تستمد قوتها من المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف الذي يرتكز على الأخلاق النبيلة والتسامح والتعايش واحترام الآخر. ولفت المنتدى إلى أن الأجندة الوطنية لدولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يناير 2014، ركزت على 6 محاور رئيسة تتضمن 52 مؤشراً تعمل على تحقيقها وصولاً لرؤية الإمارات 2021 أحدها وأهمها محور «مجتمع متلاحم محافظ على هويته» الذي يتضمن ستة مؤشرات تتحد لتجسد التلاحم المجتمعي والأسري في دولة الإمارات، والذي سعت لدعمه القيادة الرشيدة كمدخل لنشر ثقافة التسامح. جهود كما أكد المنتدى أن جهود الإمارات في تعزيز وترسيخ مبادئ التسامح الديني وحرية العقيدة ورفض التمييز، لم تأتِ من فراغ بل جاءت من القيم العليا التي غرسها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في شعبه، ثم حمل الرسالة من بعده قادة وأبناء الدولة ليؤكدوا على هذه المعاني السامية والقيم الإنسانية الرفيعة من خلال سن القوانين والتشريعات التي تحفظ الحقوق والحريات وتساوي بين الجميع. وجاء في توصيات المنتدى أن التسامح والتلاحم مفهومان متلازمان لا يتحقق أحدهما إلا بوجود الآخر، وأن التعريفات الخاصة بالتلاحم المجتمعي لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار مفهوم التسامح كعنصر في تحديد مفهوم التلاحم. وقالت الدكتورة نضال محمد الطنيجي مدير عام دار زايد للثقافة الإسلامية إن الدار سعت لتنظيم هذا المنتدى من أجل إثراء المحتوى المعرفي والثقافي للتسامح وتعميق قيم التسامح والانفتاح لدى مختلف شرائح المجتمع وإثراء المنصات الإعلامية والرقمية بهذه القيم السامية. مشيرة إلى أن اختيار شعار «دور التسامح في التلاحم المجتمعي» عنواناً للمنتدى جاء للتركيز على إبراز دور قيم التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي بين كافة الأفراد وترسيخ مفهومه تعزيزاً لما يتمتع به مجتمع الإمارات من مبادئ وقيم مرتبطة بالهوية الوطنية إلى جانب الوقوف على دور الشراكة المجتمعية في تعزيز التلاحم المجتمعي. وخلال جلسة التلاحم المجتمعي مسؤولية مؤسسية تحدث سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم حول رسالة الإعلام في تعزيز قيم التسامح والتلاحم المجتمعي. وأكد الريامي أن العديد من الرسائل التي قد تنطوي على تحريض أو تدعو للكراهية أو التمييز يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدون وعي وقد تعرض ناشرها للمسؤولية القانونية، لافتاً إلى أن جميع المؤسسات الإعلامية الإماراتية لديها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولديها حضور جيد يستهدف شرائح كبيرة في المجتمع. ودعا الريامي إلى أهمية تفعيل المرسوم بقانون رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ليشمل كل ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من دعوات للكراهية أو التطرف أو التمييز، بمعنى أن أي شخص يتجاوز فيما ينشر يقع تحت طائلة هذا القانون، لافتاً إلى أن ذلك لا يعد تقييداً للحريات وإنما يعد ضابطاً للمحتوى الإعلامي بما يتفق مع مبادئ وقيم وتقاليد المجتمع.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :