متابعة - إبراهيم صلاح: أعلن السيد علي صالح المري رئيس قسم الحياة الفطرية ومدير إدارة الحماية والحياة الفطرية بالإنابة بوزارة البلدية والبيئة نجاح مشروع حماية السلاحف البحرية صقرية المنقار المهددة بالانقراض، وقال إن هذا الموسم تميز بنجاح كبير خلال عملية إطلاق وتعشيش وفقس صغار السلاحف صقرية المنقار، حيث جرى إطلاق أكثر من 5700 منها في البحر خلال هذا الموسم، موضحاً أن نسبة نجاح الفقس الإجمالية بلغت 82% مقارنة بالمواسم السابقة. وقال المري خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة أمس إن التجاوزات والتعديات التي تحدث في مواسم التخييم تضر بالحياة الفطرية، سواء النباتات أو الحيوانات، خاصةً حالات التجاوز التي تحدث على الشواطئ من خلال عمليات دهس للشواطئ، فضلاً عن تشويه الشاطئ بالنفايات الصلبة ورمي القمامة في الأماكن غير المخصصة إلى جانب الاستخدام الخاطئ للشاطئ، موضحاً تحول العديد من الشواطئ من رمال ناعمة إلى شواطئ ممتلئة بالفحم جراء إشعال النار وتشوهها لتكون غير صالحة للحياة الفطرية. وكشف عن تطبيق الوزارة غرامة بيئية مقدارها 10 آلاف ريال كمخالفة لمن يترك المخلفات على الشاطئ أو البر، إلى جانب تكثيف حملات التوعية التي تجوب المخيمات ففي المناطق البرية يتم تشجعيهم على الزراعة، أما المخيمات في المناطق القريبة من الشواطئ فيتم التركيز على نشر الوعي بكيفية حماية الحياة الفطرية. وأشار إلى زيادة المخاطر على الحياة الفطرية في البحر بسبب زيادة أعداد أصحاب المراكب فضلاً عن زيادة الخطوط التجارية الجديدة التي تزيد من حجم الملوثات وتنوعها. وأكد أن مشروع حماية السلاحف يشهد طفرة في النتائج الممتازة في كل موسم، وتتزايد أعداد السلاحف عاماً بعد عام، مما يثبت نجاح المشروع، لافتاً إلى مواجهة العديد من الصعوبات والتحديات منذ انطلاق المشروع، حيث قال: في عام 2006 دمر أكثر من 70% من الأعشاش بسبب التغيرات المناخية واختلاف المد والجذر، ومنذ ذلك الوقت تم اللجوء إلى الحاضنات الصناعية عن طريق تغيير موقع بيض السلاحف ونقله إلى موقع مرتفع في محيط الشاطئ. الحاضنات الصناعية وأوضح أن فكرة الحاضنات الصناعية مبنية على توفير نفس ظروف العش المثالية ولكن في موقع مرتفع بعيد عن الشاطئ إلى جانب تسويرها لحمايتها سواءً من تعديات الأفراد أو الثعالب وغيرها من الحيوانات. وأشار إلى حرص الوزارة على التركيز على تنمية القدرات البشرية، موضحاً أن جامعة قطر في كل عام كانت تستقطب خبراء من مختلف دول العالم مما أدى لتوفير طاقم متكامل من الخبراء في حماية مختلف أنواع السلاحف لإدارة المشروع، موضحاً أن الاستعانة بالخبراء يتم لمواكبة التغيرات والتطورات في الطرق وآليات الحماية واستخدام الأجهزة الحديثة للتتبع. ولفت إلى أن البلدية والبيئة ممثلة في إدارة الحماية والحياة الفطرية تولي أهمية كبيرة في استراتيجيتها لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتجلى ذلك بالبحث عن الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض والتي تعتبر ثروة قومية للدولة وللأجيال القادمة، ومواصلة الجهد والتركيز على رصد الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض وبذل الجهد في سبيل حمايتها وإعادة صيانتها. وقد تم تكريم الجهات الممولة والداعمة والمشاركة، وكذلك تم تكريم الإدارات المشاركة والداعمة للمشروع وهي (إدارة العلاقات العامة، إدارة النظافة العامة، بلدية الشمال) كما تم تكريم أعضاء فريق عمل الوزارة من إدارة الحماية والحياة الفطرية. رؤية مستقبلية وتوصيات وكشف الدكتور ياسر حسن نصر، استشاري حياة فطرية بإدارة الحماية والحياة الفطرية، عن الرؤية المستقبلية للمشروع متمثلة في تشجيع الشراكة في مجال البحوث والحلول المبتكرة مما يدعم توسيع نطاق بنوك المعرفة الخاصة بسجلات بيانات التنوع الحيوي وفقاً للأولويات الوطنية، إلى جانب تغطية نطاق حماية السلاحف البحرية المتواجدة بالجزر كحالول وشراعوه، وتوسعة موقع الحضانة الخاصة بنقل البيض وعمل نظام خاص بالحضانة كآلية قد تساهم في تحييد معدل النوع الخاص بالسلاحف وتعزيز تتبع السلاحف البحرية باستخدام وسائل تتبع حديثة. وأضاف: سيتم النظر في دور التلوث البحري وتأثيره على خصوبة وحياتية أمهات السلاحف، إلى جانب العمل على استصدار هوية للسلاحف البحرية المتواجدة بالمياه القطرية باستخدام البصمة الوراثية لتعزيز موقف الحفاظ عليها وحمايتها، والمواصلة في ورش العمل التدريبية وندوات متخصصة لمرتادي البحر والصيادين ومراقبي البيئة البحرية في كيفية التعامل مع السلاحف الجانحة والنافقة وعمل خريطة رقمية لمواقع التعشيش بالشواطئ والجزر باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية. وتقدم بمجموعة من التوصيات لتعزيز موقف حماية السلاحف البحرية متمثلة في تفعيل التشريعات وآليات التحكم في أنشطة الصيد العرضي إلى جانب استصدار كتيبات إرشاد سياحية محلية مستدامة، فضلاً عن تفعيل قوانين تتصدى للعبث برمال الشواطئ والتي تعتبر من الأماكن الطبيعية لوضع بيض السلاحف، والنظر في عمل مفرخات صناعية تجريبية. نتائج قياسية ومن جانبه استعرض الدكتور محمد السيد أحمد، خبير بيئة نباتية بالإدارة، نتائج مشروع حماية السلاحف البحرية صقرية المنقار المهددة بالانقراض خلال الأعوام السابقة والذي شهد تطوراً كبيراً بدايةً من عام 2016 إلى عام 2019 حيث قفزت أعداد الأعشاش المنقولة من 32 عشاً عام 2016 إلى 92 عشاً عام 2019 بارتفاع نسبة نجاح الفقس الإجمالية، فضلاً عن زيادة عدد الصغار التي تم تفريخها من 2027 في عام 2016 إلى 6127 في عام 2019، وزيادة إطلاق عدد الصغار من 1717 في عام 2016 لتصل إلى 5706 في عام 2019.
مشاركة :