إطلاق 3065 سلحفاة صقرية المنقار خلال موسم التعشيش

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - محمد حافظ: كشف السيد محمد مبارك المري الخبير البيولوجي ورئيس قسم الحياة الفطرية بوزارة البلدية والبيئة عن نجاح موسم تعشيش السلاحف الذي بدأ منذ شهر أبريل الماضي وانتهى بنهاية شهر يوليو، مؤكداً أن هذا الموسم يعد الأنجح بين المواسم السابقة. وأكد المري في تصريحات خاصة لـ  الراية  أن هذا الموسم شهد إطلاق 3065 سلحفاة من السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض مقابل 1717 سلحفاة العام الماضي، كما تضاعف عدد الأعشاش التي تم رصدها في شاطئ فويرط إلى 52 عشاً مقابل 32 عشاً العام الماضي وبلغت نسبة نجاح الأعشاش 96 % فيما بلغت نسبة نجاح التفقيس لهذا الموسم 82 % مقابل 71 % العام الماضي. كما كشف عن ضبط مخالفتين بيئيتين لقيام بعض الأشخاص بالعبث بأربعة أعشاش من أعشاش السلاحف في شاطئ حويلة، حيث ضبط مراقبو الشاطئ أحد الأشخاص أثناء قيامه بالعبث في أعشاش السلاحف في محاولة للحصول على البيض الخاص بها. وأشار إلى أن نجاح هذا الموسم يرجع إلى عدة عوامل أهمها العناية الخاصة التي توليها وزارة البلدية والبيئة لتهيئة الظروف البيئية لاستقطاب السلاحف للساحل القطري من خلال إغلاق شاطئ فويرط وإعلانه محمية طبيعية وفقاً للقرار الوزاري رقم 37 لسنة 2010 وتسوير الموقع بالكامل ومنع الصيد أو التخييم والتنزه فيه، وذلك بهدف حماية السلاحف البحرية الموجودة في هذه المنطقة خلال فترة الموسم بالكامل. وأضاف: إلى جانب خبرات فريق العمل الذي تكون هذا الموسم من 13 مراقباً بيئياً عملوا خلال فترة الموسم على مدار الساعة لمراقبة لجوء السلاحف للشاطئ والعمل على تهيئة المناخ المناسب لاستقرارها فضلاً عن زيادة الوعي البيئي لدي الجمهور وهو العامل الأهم والذي تجلى في حرص رواد الشواطئ على عدم مخالفة القانون والالتزام بالتعليمات البيئية التي وضعناها على كافة الشواطئ وصاحبها العديد من حملات التنظيف التي ساهمت فيها مدارس وشركات خاصة وجاليات وجميعها بهدف تهيئة المناخ المناسب لتعشيش السلاحف. وطالب المري بضرورة مضاعفة هذه الجهود من خلال الحد من الأنشطة البشرية والمحافظة على الشواطئ من المد العمراني، وكذلك السلوكيات السيئة التي يقوم بها البعض ومن بينها إشعال النار على رمال الشاطئ وإصدار الأصوات العالية والسير بالسيارات على الرمال.  4 أنواع من السلاحف في مياهنا الإقليمية   أشار المري إلى أنه تم تسجيل أربعة أنواع من السلاحف في دولة قطر بالرغم من أن اثنين منها أكثر شيوعاً، وهذه السلاحف هي منقار الصقر والسلحفاة الخضراء الأولى هي الأكثر شيوعاً وتبني أعشاشها على الشواطئ القطرية وفي الجزر بينما الثانية تستخدم المياه القطرية كمناطق للتغذية، أحياناً تزور السلاحف الأخرى مثل السلحفاة ذات الرأس الكبير والسلحفاة جلدية الظهر، وتستعد للتعشيش بالقرب من المياه الساحلية في مناطق تسمى «موائل ما قبل التعشيش» ، خلال هذه الفترة، تضع إناث السلاحف حوالي 100 بيضة من بيضها، حيث تطرح ما بين 70 من المبايض عبر قنوات البيض في كل طرحة، وتستغرق فترة الإباضة إلى طرح البيض كاملاً في السلاحف حوالي أسبوعين، وعملية التزاوج تحدث عادةً عند سطح المياه الضحلة القريبة من شواطئ التعشيش. وتهاجر الإناث من مناطق التغذية إلى شواطئ التعشيش وتعود ذكور السلاحف إلى مناطق التغذية بعد التزاوج، بينما تبقى الإناث للتعشيش قبل أن تهاجر راجعة إلى مواطنها تضع الأنثى بيضها على دفعات بمتوسط 3-2 دفعات في الموسم بفاصل يتراوح بين 9 - 14 يوماً. كما أن السلاحف لا تعشش كل سنة، ولكن تتراوح دورة التعشيش بفاصل ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات عملية بناء الأعشاش والتفريخ تتم ليلاً وتكون إناث السلاحف حساسة جداً للإضاءة أو أي إزعاج على الشواطئ، فإذا أحست بأي منهما تعود راجعة إلى البحر. والسلاحف تضع عادة مئات من البيض في الموسم الواحد لأن سلحفاة واحدة سيكتب لها البقاء وتبلغ وتضع ما بين 70 إلى 95 بيضة في كل عش ولا تمارس السلاحف الرعاية الأبوية ويترك البيض في الحضانة بدون أي حراسة لفترة ما بين 52-62 يوماً.    مشروع بحثي للحفاظ على السلاحف   أكد محمد مبارك المري أن وزارة البلدية والبيئة أولت أهمية بالغة للمحافظة عليها، وتجلى ذلك في بدء مشروع سلاحف قطر بالتعاون بين قطر للبترول وجامعة قطر ووزارة البيئة عام 2003، والذي يهدف إلى الحفاظ على السلحفاة منقار الصقر في السواحل الشمالية لدولة قطر راس لفان، المرونة، فويرط، الغارية وكذلك في جزر أم تيس، ركن، شراعوه، حالول وذلك من خلال تحديد مواقع تعشيشها ثم نقل البيض إلى أماكن آمنة، وأخذ بعض القياسات الهامة ومتابعتها حتى تتم عملية الفقس ومن ثم يتم إرجاع صغار السلاحف إلى البحر. وأضاف: بعد عملية رصد لأعداد الأعشاش وفترة التعشيش والأماكن المفضلة للسلاحف لوضع البيض على مر عدة سنوات أوصى القائمون على المشروع بنوع من الحماية، خاصة في موسم التعشيش، وعلى إثرها صدر قرار وزير البيئة رقم (37) لسنة 2010 بشأن الحفاظ على السلاحف والطيور البحرية من الانقراض، والذي نص على حماية سنوية لمناطق أعشاش السلاحف والطيور البحرية في فويرط، وبناء عليه يتم سنوياً إغلاق شاطئ فويرط من منتصف شهر أبريل إلى نهاية شهر يوليو. وقال: تشرف مجموعة من الخبراء والمختصين من وزارة البلدية والبيئة على القيام بالدراسات ذات الصلة في شاطئ فويرط بالتعاون مع فريق من جامعة قطر، ويشمل ذلك نقل أعشاش السلاحف وذلك لحمايتها من تأثير المد العالي للبحر، ومراقبة درجة حرارة الأعشاش، ووضع أجهزة على بعض السلاحف بهدف تتبع أماكن معيشتها في دولة قطر والدول المجاورة، وأخذ عينات الـ DNA من السلاحف. وأضاف: أن إدارة الحماية الفطرية بالتنسيق مع جامعة قطر ورعاية قطر للبترول تعمل على دراسة السلوكيات الحياتية وإعداد الأعشاش والضغوط الواقعة على السلاحف والحفاظ عليها خصوصاً أعشاشها، حيث يتم نقل بعض الأعشاش التي تتعرض إلى مياه منطقة المد والجزر إلى منطقة أكثر أماناً بالإضافة إلى وضع أجهزة لقياس درجة الحرارة في منطقة أعشاش السلاحف لقياس درجات الحرارة طوال مدة التعشيش ووضع أجهزة اللاسلكي على بعض السلاحف وذلك لرصد مناطق انتقالها طوال السنة وأخذ عينات DNA أيضاً من السلاحف بالإضافة إلي مراقبتها بواسطة الأقمار الصناعية وقد لاقي هذا المشروع إشادة واسعة من الكثير من الجهات العلمية والبحثية على مستوى العالم أثناء زياراتها ومتابعتها لجهود قطر لإنقاذ السلاحف البحرية وحمايتها من الانقراض.    الممارسات الخاطئة تؤدي إلى فشل التعشيش   قال المري إن شاطئ فويرط يُعد واحداً من أبرز مناطق تعشيش السلاحف، بالإضافة إلى مدينة رأس لفان وجزيرة حالول وجزيرة الحويلة وركن وأم تيس والغارية، كما تبيض السلاحف على البر القطري بدءاً من منطقة الخور وصولاً إلى المفير. وتمتاز هذه المناطق بجاذبيتها السياحية غير أن هذه السلاحف تتعرض لبعض الممارسات الخاطئة والتي تؤدي إلى إفشال عملية وضع البيض ومن هذه الممارسات الأصوات العالية والإضاءة وسير المركبات بالقرب من أماكن التعشيش وقيام البعض بسرقة بيض السلاحف والتغذي عليها والاعتداء على مواقع التعشيش ووقوع السلاحف في شباك الصيد بالإضافة إلى تعرض السلاحف لأذى من قبل الأعداء الطبيعيين لها مثل الأسماك وسرطان البحر، كما أن التلوث البحري الذي يطول مناطق التعشيش والمتمثل في الطحالب والمخلفات له أثر سلبي على السلاحف. وأكد أن السلاحف البحرية من أكثر الكائنات المعرضة للانقراض، نتيجة التطور السريع في شتى المجالات لذا وجب اتخاذ إجراءات سريعة وصارمة للحفاظ على هذه المخلوقات ويأتي مشروع حماية السلاحف البحرية من الإجراءات التي تساهم وبشكل كبير في الحفاظ على ما تبقى من السلاحف من انقراضها في الأراضي القطرية وبالتالي تقوم البيئة بتطبيق قانون حماية الحياة الفطرية على المخالفين والذي يعاقب بالحبس والغرامة كل من قام بالعبث بمكونات الحياة الفطرية وهناك مفتشون من إدارة الحماية البيئية يقومون بعمل جولات مستمرة لضبط المخالفين في منطقة فويرط.

مشاركة :