هيذر ريتشاردسون * يتبنى رجل الأعمال الغاني فريد سوانيكر حالياً مشروعاً يجري في إطاره تعليم ثلاثة ملايين شاب إفريقي وإعدادهم لكي يصبحوا شخصيات قيادية في مجالات السياسة والاقتصاد والرعاية الصحية والتعليم بحلول عام 2035، وهي السنة التي سيكون فيها لدى دول إفريقيا جنوب الصحراء قوة العمل الأكبر حجماً على مستوى الكرة الأرضية. وتتسم هذه الفئة بطابع شاب للغاية، فمتوسط العمر بينهم سيكون 19.5 عام، مُقارنة بـ 42.5 عام في دول الاتحاد الأوروبي.ولتشكيل جيل من الشخصيات القيادية القادرة على دفع القارة إلى الأمام، أسس الرجل ما يعرف بـ«جامعة القيادة الإفريقية»، وهي مؤسسة للتعليم العالي، تشكل مسألة ريادة الأعمال أحد موضوعاتها الرئيسية، ويختار طلابها مهام لأدائها بها بدلاً من تخصصات للدراسة. ومن بين هذه المهام مثلاً؛ كيفية الاستفادة اقتصادياً من فحم شجر البامبو، أو سبل فهم أنماط حركة الأفيال في منطقة سرينغاتي التنزانية.وقد تم افتتاح أول فرع لـ«جامعة القيادة الإفريقية» في موريشيوس عام 2015، وبعد عامين تلاه فرع آخر في العاصمة الرواندية كيغالي. وحصلت تلك المؤسسة وفروعها على الاعتماد والاعتراف من السلطات المختصة بالتعليم في مختلف أنحاء إفريقيا. وتبلغ رسوم الدراسة والإقامة فيها 15 ألف دولار في موريشيوس مثلاً. أما في رواندا، فتصل نفقات الدراسة وحدها إلى أربعة آلاف دولار. وفي هذا الفرع، يحصل الطلاب على قروض يوفرها لهم مستثمرون لتغطية نفقات دراستهم، على أن يسددوها من رواتبهم بعد التخرج، على غرار النظام المتبع مع الطلاب الجامعيين في المملكة المتحدة.وحدد الرجل لكل قائد مستقبلي سيتخرج من مؤسسته تحدياً يتمثل في توفير 300 فرصة عمل، وهكذا فإذا تمكن من الوصول إلى العدد الذي يطمح إليه، وهو ثلاثة ملايين طالب، فسيعني ذلك إيجاد قرابة مليار وظيفة بحلول عام 2035. ومن المرجح أن تكون هذه المهمة صعبة بالقدر الذي تبدو عليه عندما نتحدث عنها الآن بالفعل. وبرأي خبيرة في التعليم تعمل في أوغندا، فإنه على الرغم من أن «جامعة القيادة الإفريقية» تبدو مشروعاً عظيماًَ لإفريقيا من أجل تحقيق التغيير، فربما تكون هناك مبالغة في أهدافها بعض الشيء. * «بي بي سي»
مشاركة :