أكد تقرير أصدرته جامعة الدول العربية، أخيراً، حول توظيف الإعلام وتكنولوجيا الاتصال لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف، على الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في الترويج لخطاب الاعتدال وقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، من خلال استخدام أحدث تكنولوجيا التواصل، والتنسيق والانسجام مع الجهات المعنية بمكافحة التطرف. وذكر التقرير أن الجامعة قامت بمبادرات عديدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى وعيها بدور الإعلام في توعية الفرد والمجتمع بمخاطر الإرهاب، وتحصينهما من الظواهر السلبية له، وإيمانها بأهمية التسامح والتواصل بين المجتمعات الإنسانية، على اختلاف ألسنتها، وأعراقها، وعقائدها. واعتبر التقرير الذي نشرته الجامعة على موقعها الإلكتروني أن الصراعات الدينية القائمة على الأرض دليل على غياب التسامح، مؤكداً أن الإرهاب ظاهرة سلبية تنخر في جسد المجتمع، وتتطلب مواجهة حاسمة، يواكبها إعلام موضوعي ونزيه، ينشر ثقافة التسامح وقبول الآخر. ولفت إلى أن الإعلاميين بحاجة إلى وقفة جادة لمراجعة المنظومة الفكرية التي تسبب الانحراف، وتؤدي إلى كراهية الآخر، واحتكار الحق والصواب، داعياً إلى البحث جيداً في الفراغ الذي ينشأ عند انخفاض مستوى التعليم والثقافة لدى الشباب، مع وضع خطط تضمن بث خطاب معتدل، يركز على القيم السلوكية والروحية، والتحلي بالأخلاق الكريمة، والقيم الإنسانية النبيلة، مثل التعايش السلمي، وأهمية الإسهام في بناء الأسرة والمجتمع. وقال إن «المطلوب منا جميعاً الإسهام في نشر قيم التسامح والوسطية، والتعايش، دون اعتبار للفروق في العرق أو الدين، أو الثقافة، والتصدي للأجندات التي تسعى إلى إثارة الفوضى والاضطراب». وذكر التقرير أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى إعادة تفكير جدية في عملية التقييم الدقيق لمخاطر تأثير الإعلام المضلل على تكوين الرأي العام العربي، من خلال تحديد أهم التحديات والتهديدات ونقاط الضعف، مؤكداً أن الخطر الذي يمثله الإعلام المضلل يستوجب تقييم الحصانة الفكرية والثقافية للمجتمع، لمواجهة فكر غير مسبوق بمغالاته وتطرفه. وأشار إلى ضرورة وضع سياسات لتفعيل ثقافة التسامح، واحترام الآخر، والحق في الاختلاف، وترجمة ذلك في برامج تنفيذية تتخذ أشكال الحملات الإعلامية والإعلانية، والبرامج الحوارية، والتحقيقات الاستقصائية، والإنتاج الذي يستهدف تصحيح الانحرافات الفكرية. ودعا الإعلاميين إلى نقل الحقائق الموثقة التي يمتلكون أصولها، وعدم إجراء أي تغيير في النصوص أو الوثائق المتعلقة بها، وتجنب استخدام المصادر المجهولة، والمعلومات المجتزأة أو المبتورة، وعدم الخلط بين الأخبار والآراء السياسية، منعاً لحدوث التباس بين المعلومة والرأي، والتيقن من أن الخبر لا يستخدم كدعاية للإرهابيين، مع حظر استخدام الألم الشخصي للضحايا وذويهم. خطاب الكراهية استعرض تقرير أصدرته جامعة الدول العربية، مظاهر العنف والتطرف في وسائل الإعلام، ومنها تخصيص العديد من الصحف صفحات كاملة لأخبار العنف والجريمة، والانحراف والشذوذ، مع سرد تفاصيل الجريمة، على نحو يغري بتقليدها، وتقديم مواقع الإنترنت محتوى يحض على العنف، واستخدام الجيل الرابع من الحروب التي تقوم على فكرة تفتيت الدولة من الداخل وإفشالها. كما تحدث عن أكثر الفئات المستهدفة في خطاب الكراهية، وهي الأقليات الإثنية والعرقية، والدينية، والأجانب، والأطراف المتنازعة سياسياً، لافتاً إلى أن الدراسات تظهر أن الهجمات التي تستهدف اللاجئين تحدث بكثرة في الأماكن التي يستخدم فيها «فيس بوك»، وتنشر عليه كتابات تستهدف اللاجئين.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :