تربية تستحق الشكر | مقالات

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أن يُخطئ الإنسان ويتعثر فهذه ضرورة من ضروريات التحفيز واستثارة الدافعية نحو التغيير والتطوير، وهي أيضاً سُنّة إلهية ربانية من سنن الله الكونية، وذلك لا خلاف فيه أو عليه، أما ما بعد الخطأ فهو لك وأنت به مخيّر.. فإما أن يتعلم الإنسان ويستنير، أو أن يكابر فلا هو معترف بخطئه ولا هو متعلم منه. يمكننا القول إنه بسبب بعض السلوكيات وطبائع ومتطلبات النفوس وضغوطات الحياة، وبسبب المدى ما بين حزمنا مع أنفسنا أو ترك حبلها على الغارب، فإن الكبوات في حياتنا تتفاوت في وفرتها والعثرات التي نمر بها وتمر بنا تتراوح في شدتها، والاستجابة لها تأخذ منحيين وفقاً للفرد الفاعل ذاته، فالبعض تأتي أخطاؤه عمداً بسبق إصرارٍ وترصد ودون مبالاة أو اهتمام وبلا رغبة دافعة نحو التصحيح وتقويم المسار، أما البعض الآخر فينحو منحىً يقاوم به الخطأ، وهو مع الكبوات ما بين كر وفر مقتنعاً بأن السعي إلى الكمال وجهٌ من أوجه الكمال، لكنه أحياناً تباغته بعض السلوكيات التي تتسلل تسللاً عجيباً غريباً لا يستوعب مدى خطئها إلا بعد إتيانها فيهم بتصحيحها وتقويمها بعد تحليلها ونقدها ومحاولة تفسيرها رغبةً منه بالاستفادة منها والتملّص من تكرارها، ومتى ما كان السلوك تابعاً للمنحى الثاني أي أن يكون تحت مجهر الرصد باستمرار فإن الكبوة ستكون بدايةً لانجلاء غمام العثرة وطريقاً مُعبّداً للصحوة. قد يبرر البعض خطأه على أي مستوى سلوكي، لفظي أو فعلي، بأنه كان عن غير قصد وأنه لا شعوري، وجيد جداً أن يستوعب الإنسان أن هناك تصرفات لا شعورية، لا ليكون ذلك اللاشعور مبررا دائما له في جميع تصرفاته! بل ليعمل على تنمية وتوسيع دائرة الشعور عنده لتكون واسعة بقدر يكفي لاحتواء تلك التصرفات اللاشعورية فيكون الشعور بها قراراً يحدد القيام بها من عدمه، وليس نتيجة يتم استيعابها بعد فعل السلوك، فمتى ما كانت السلوكيات مُدركة موزونة خاضعة للتقييم القبلي فهي حتماً ستكون مُلكاً لصاحبها، أما إن كانت العكس فسيكون صاحبها مُلكاً مُستعبداً لها. وأختم مقالي بأربعة حروف أقدمها لكل من أقال عثرتي، أو قوّم لي سلوكي، أو نبّهني على خطئي، أو أوضح لي زلّتي، سواء كان يعلم أو لا يعلم، صغيراً أو كبيراً، قريباً أو غريباً، بشكل مباشر أو غير مباشر، فأنا لهم ممتنّة وبفضلهم معترفة، وما ذلك إلّا تربية تستحق الشكر فـ «شكراً».. mailto:a.a.h.alawadhi85@gmail.com Twitter: @3ysha_85

مشاركة :