لم تكن الجولة الثالثة من دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم جولة عادية، لأنها حفلت بالعديد من الأحداث التي كان لها مفعولها على مواقف الفرق، حيث شهدت الجولة المعدل الأكبر حتى الآن من التسجيلات بين الجولات الثلاث؛ وهو 21 هدفا، وهو مؤشر جيد، والأمر غير العادي والأكثر تداولا في الوسط الكروي، يتمثّل في خلو سجل حامل اللقب من أي نقاط، وتعرض مرماه إلى سبعة أهداف في مباريتين وبمعدل ثلاثة أهداف ونصف في المباراة! الصدارة ظلت للحد الذي وقع في شباك التعادل مع النجمة، بينما استعاد الأهلي (العائد) ضبط سكته في قطار الدوري بعد تعثر في الجولة الثانية، وهو أمر ما كان ليتم؛ لولا أن أداءه كان جيدا أمام الرفاع الشرقي، وبطله يمكن أن يكون هدافه مهدي حميدان، ولكن البطولة أيضا تعتبر للمدرب السعدون الذي أحسن تنظيم الفريق، فكانت الانضباطية جيدة، في مقابل تذبذب مستوى الرفاع الشرقي، الذي عاد للتعثر والخسارة. وأعتقد أن الجولة تمثّلت إثارتها في مباراتين، المحرق مع الشباب، والرفاع مع البسيتين، وفيهما كان أكبر معدّل من التسجيل، واللعب المفتوح كان شعارا للمواجهتين، ويمكن هنا أن نتوقف عند أخطاء فنية فادحة؛ لم تكن وليدة المباراتين؛ بقدر ما هي وليدة الإعداد المطول لفريقي المحرق والرفاع على حساب تموضع بعض اللاعبين في المراكز! في لقاء المحرق والشباب؛ فاجأ المدرب (بيليه) فريقه القديم بأسلوب اللعب المفتوح من البداية؛ وقد يكون (الملكي) استغل الأمر منذ أول دقيقة وضرب العمق الشباب في مقتل عبر هدف إسماعيل عبداللطيف بتسجيله للهدف الأسرع في الدوري وهو الدقيقة الثانية، ولكن الشباب الذي لم يخش المحرق ولا نجومه؛ ولا حتى جماهيرية؛ ردّ سريعا بهجمة منظمة، وبهدف أجمل للمختار (المدافع)، وهنا نضعها بين قوسين، حيث وضع الكرة برأسه من زاوية صعبة، بعد عرضية متقنة، ويمكن أن يكون المحرق ردّ بهدفين، ولكن الشباب ظل على أسلوبه المفتوح وجر المحرق إلى منطقته، وأعاد تقريب النتيجة، قبل أن يرفعها المحرق، ثم ينهي الأمور في الشوط الثاني بتسجيله هدفا وسجل الشباب هدفا، والنتيجة النهائية (5-3)، وباعتقادي أن المحرق لديه ثغرة في العمق؛ فلا الارتكاز قادر على تقليل الخطورة عن العمق الدفاعي، ولا العمق الدفاعي خدم نفسه، لأن الفجوة بين الحيّام والجبن واضحة وأنهما غير متفاهمين، وبالمناسبة كان أكثر من عنصر في الشباب بارزا وعلى الأخص آرنست! وفي لقاء الرفاع مع البسيتين؛ كان المتابعون يرون أن (حامل اللقب) لن يفلت من (الصاعد العائد)، لأن الرفاع تعرّض في مرتين متتاليتين (محلية وعربية) لانتكاسة، ظل تأثيرها النفسي على الفريق بأكمله، لأنه لم يصدق أن يخسر بهذه الكيفية أمام المنامة، ولا الخروج القسري عربيا عبر أولمبيك آسفي، لكنها ثغرات التوظيف، فلا فيصل غازي شغل بنجاح الموقع الذي تركه الحوطي، ولا العمق الدفاع تم إصلاحه؛ فعودة شمسان لم تفعّل تفاهمه مع سيد باقر، وحتى اللحظة لم يعلن جي جي عن إمكاناته، وهجوميا لم يدخل الحسن كيتا أجواء الدوري، وفي جانب البسيتين كان واضحا أن يقوم الدخيل بتسكير المنطقة واللعب على الأطراف، ونجح في التقدّم بهدفين، واحد في الأول وآخر في الثاني، واثنان كانا تألقا فنيّا، محمد خالد و عبد الله الحشّاش، والبسيتين استغل سوء تنظيم الرفاع وانضباط دفاعه، ومشكلة البسيتين تراجعه؛ لأن هذا أعطى الفرصة للرفاع ليضغط وبتعادل، وأعتقد أن ضغط الرفاع لم يكن منظما، بل ان اللاعبين لم يخدموا المدرب، ومن هؤلاء كميل الأسود الذي ظل شبه غائب، لكنه حين تحرك سجل ومن ثم تعادل؛ بينما صولة حاول أن يغطي على تراجع مستواه بكثرة الاعتراض على الحكم ومشكلة الرفاع أنه ظل مندفعا، ما أعطى البسيتين فرصة الحصول على ركلة جزاء والفوز. أغلى هدف يمكن القول بأن أغلى هدف هو هدف الفوز للبسيتين في مرمى الرفاع والذي جاء من ركلة جزاء نفذها صالح عبد الحميد (8+90) وهو جلب ثلاث نقاط مهمة لفريقه. الرفاع والطرد للمرة الثانية يفقد الرفاع أحد عناصره البارزة- ففي الجولة الثانية تم طرد علي حرم، وفي الجولة الثالثة طرد محمد صولة! أجمل هدف برأيي أن أجمل جملة هدف تتمثل في هدف الشباب الأول في المحرق، من عرضية آرنست ورأسية المختار، والآخر جملة هدف البسيتين الثاني في الرفاع والطريقة التي تحكّم فيها المهاجم عبد الله الحشاش بالكرة ثم إهدائها لزميله تيمبو الذي وضعها في المرمى. الهدّافون اللاعبان مهدي حميدان (الأهلي) وآرنست (الشباب) تصدرا قائمة الهدافين ولكل منهما ثلاثة أهداف. نتائج الجولة فوز المحرق على الشباب (5-3)، و البسيتين على الرفاع (3-2)، وتعادل الحد مع النجمة (1-1)، والمنامة مع الحالة (1-1). الموقف الحد 7 نقاط (3-1)، الأهلي 6 نقاط (7-2)، المحرق 6 نقاط (7-3)، المنامة 5 نقاط (6-4)، النجمة 4 نقاط (5-3)، البسيتين 4 نقاط (5-5)، الرفاع الشرقي 3 نقاط (3-5)، الشباب 3 نقاط (4 -9)، الحالة 1 نقطة (2-7)، الرفاع 0 من النقاط (5-7).
مشاركة :