بعد 4 أيام دامية من الاحتجاجات التي انطلقت الثلاثاء في العراق، وارتفاع حصيلة القتلى إلى 60 بحسب ما أعلنت مفوّضية حقوق الإنسان، تتجه الأنظار إلى البرلمان العراقي، حيث من المتوقع أن تعقد جلسة السبت لمناقشة مطالب المحتجين. وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي دعا إلى تحقيق فوري بشأن الاعتداءات التي طالت المتظاهرين، مؤكداً دعمه مطالب الحراك. كما اعتبر أن المظاهرات درس لكل القوى السياسية بأن مطالب المتظاهرين لم تتحقق بالشكل المطلوب، مضيفاً "نحتاج إلى ثورة إصلاح حقيقية لمواجهة الفساد والبيروقراطية". ورأى أن الفساد والإرهاب متشابهان، معتبراً أن كليهما دمرا البنى التحتية. إلى ذلك، دعا إلى محاربة حيتان الفساد دون مماطلة، مؤكداً أن هذا ما سيعمل عليه مجلس النواب على كافة المستويات. تعليق عضوية نواب إلا أن دعوة الحلبوسي أتت قبيل تعليق عشرات النواب عضويتهم في البرلمان. فقد أعلنت كتلة سائرون تعليق عمل نوابها في البرلمان العراقي، حتى إيجاد حل لمطالب المتظاهرين من قبل الحكومة العراقية، بدوره دعا زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي، إلى إجراء انتخابات مبكرة وتجميد العمل بمجالس المحافظات وتشكيل محكمة جنائية للفساد، على خلفية الاحتجاجات الدامية التي تشهدها البلاد. وكان وكيل علي السيستاني، المرجعية الشيعية الدينية العليا في العراق، أحمد الصافي، حمل في خطبة الجمعة، مجلس النواب المسؤولية الأكبر إزاء الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدها العراق طوال الأيام الماضية. وقال الصافي، عبر منبر الجمعة من العتبة الحسينية في كربلاء: "دعونا لملاحقة الفاسدين واسترجاع أموال الشعب لكن الرئاسات الثلاث لم تستجب. ولهذا ندعو السلطات إلى اتخاذ خطوات واضحة في طريق الإصلاح الحقيقي." وأضاف أنه على الحكومة أن تنهض بواجباتها لتخفيف معاناة المدنيين، وأن مجلس النواب العراقي يتحمل المسؤولية الأكبر إزاء الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدها العراق طوال الأيام الماضية. يذكر أن العراق شهد منذ الثلاثاء احتجاجات واسعة في بغداد، وبعض مناطق الجنوب، للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية، ومكافحة الفساد والمحاصصة، وتقليص البطالة، إلا أن بعض المناطق شهدت إطلاق نار نحو المتظاهرين. وأعلنت مفوّضية حقوق الإنسان العراقيّة منتصف ليل الجمعة السبت مقتل 60 شخصاً خلال أربعة أيّام من الاحتجاجات الدامية في البلاد، مشيرةً إلى وجود 18 جثّة على الأقلّ في مستشفى واحد في بغداد، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع مع وجود أكثر من 1600 جريح في المستشفيات.
مشاركة :