من مسببات إهدار المال العام ليس بكثرة الصرف فقط بل بطريقة الصرف والسياسة المالية المتبعة في أي مؤسسة أو أسرة فطريقة الصرف المدروسة هي التي تحكم عملية تسيير الأمور المالية فيها كذلك هي المشكلة في أنديتنا التي كانت ومازالت «الغالبية» تسير على البركة وبطريقة عشوائية غير مدروسة. جميعنا يعلم حجم الموازنات التي تخصصها الدولة للأندية خصوصاً تلك التي لا تمتلك الاستثمارات ولا مصادر دخل ثابتة غير إعانة الدولة لكن في نفس الوقت مازلنا نرى عقوداً تُبرم وصفقات تعقد لاستقطاب لاعبين جدد بمبالغ لا يعلم سوى الله من أين سيتم توفيرها في المستقبل القريب. نعم صفقات وصور تنشر في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي كأنها صور لحفلات الأعراس في المجلات المتخصصة يختلط بها الحابل بالنابل، ولا تعرف فيها من اللاعب ومن المدرب والإداري فقط للتباهي «SHOW»، بينما خزائن تلك الأندية تكاد تسمع فيها صوت الرياح وترى بيوت العنكبوت فيها من شدة ما هي خاوية. رسالة أوجهها لوزارة شؤون الشباب والرياضة كونها الجهة المسؤولة والمناط بها شؤون الأندية أن تشدد الرقابة على الأندية قبل أن يقع الفأس في الرأس ونعود لنقطة الانطلاق قبل مشروع تسديد ديون اللاعبين والمدربين والاداريين فمن غير المعقول أن نعود لنفس الموال مجدداً بعد أن أعطى «ناصر الشباب» الحل لهم في مشكلتهم السابقة. لابد من وقفة مشددة مع الأندية في هذه الأمور وعدم ترك الحبل على الغارب لهم فتزيد المشاكل من جديد، فالأندية كانت ومازالت تمر بأزمة مالية ليست بالبسيطة، وتحتاج لمن يدير دفتها بشكل صحيح وسليم بقلب صادق وذمة سليمة لا بقصد الظهور والدعاية المجانية عبر الصحافة والاعلام، فمن يتعاقد اليوم موجود وغداً قد يرحل، لكن كيانات الأندية هي الباقية ومن سيتضرر هم الأجيال القادمة. لن أطيل أكثر، وأتمنى أن تبدأ الوزارة زياراتها الميدانية للأندية للاطلاع على ملفاتها المالية ومقارنتها بحجم التعاقدات فيها لمعرفة حجم المصيبة القادمة لها، ومحاولة تدارك الوضع قبل أن يزداد سوءًا، فجميلة النتائج الإيجابية اليوم للفرق بسبب هذه التعاقدات لكن سيئ جداً المستقبل بكثرة الديون. هجمة مرتدة من تابع الجولات الثلاث لدوري ناصر بن حمد لفرق الدرجة الممتازة يدرك بأنه هناك خللا كبيرا في عملية تجهيز الفرق من ناحية اللياقة، فما نراه اليوم بأن الغالبية من هذه الفرق تعاقدت مع مدربي اللياقة سواء الأجانب أو المحليين، وكانت لديهم الفترة الطويلة لتجهيزهم بدنياً بشكل مناسب، لكن ما شاهدناه خلال الجولات الماضية يدرج ضمن عملية إهدار المال العام للدولة والأندية، فمن غير المعقول بأن أغلب الفرق لا تستطيع اللعب لأكثر من 60 دقيقة بمستوى لياقي ثابت، حيث أن هذه الفرق تبدأ في الانحدار والانتهاء لياقياً مع بداية الدقيقة 60 وبالكاد تراهم يستطيعون المشي في أرضية الملعب. ظاهرة بحاجة لإعادة النظر، والدراسة قد تصل للاستغناء عن مدربي اللياقة إن تطلب الأمر والتعاقد مع من يستطيع إنجاز عمل واضح.
مشاركة :