تعددت الأسباب والانقطاع واحد

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

في ضباء انقطع التيار الكهربائي فحملت شركة الكهرباء الرطوبة المسؤولية في ذلك الانقطاع، وفي خميس مشيط حدث الأمر نفسه فحملت الشركة نفسها الأمطار والعواصف الرعدية المسؤولية، وسوف تجد الشركة في كل مدينة وحي ينقطع عنها تيار الكهرباء سببا أو علة تتذرع بها لتدفع عن نفسها تحمل ما يترتب على انقطاع الكهرباء من أضرار تلحق بالمواطنين وذلك جريا على عادتها المتبعة التي تحرص من خلالها على أن تخلي نفسها وأجهزتها ومعداتها واستعداداتها من المسؤولية، فالرطوبة مسؤولة مرة والأمطار مسؤولة مرة أخرى والرياح هي المسؤولة في المرة الرابعة وإن لم يكن هذا ولا هذا ولا ذاك فالمواطنون هم المسؤولون لأنهم أسرفوا في استخدام الكهرباء ولم يتبعوا تعليمات الترشيد فشغلوا المكيفات حين اشتدت وطأة الصيف وتجرأت ربات البيوت على استخدام الأفران الكهربائية عند إعداد الطعام أو كوين ملابس أزواجهن بالمكوى الكهربائي ولم يفعلن ما كانت جداتهن يفعلنه عندما كن يستخدمن مكاوي الفحم. وإذا كانت الأمطار والعواصف الرعدية تشكل سببا معقولا، وغير مقبول في الوقت نفسه، لانقطاع تيار الكهرباء فإن تحميل الرطوبة سبب هذا الانقطاع مسألة تضعنا أمام سبب غير معقول وغير مقبول في الآن نفسه، إذ لا يمكن أن تبلغ هشاشة حماية التيار الكهربائي حدا لا تستطيع معه مقاومة الرطوبة. وأيا كان الأمر فإن على المواطنين أن يتحملوا ما سوف يعانون منه من انقطاعات للكهرباء، وليس على الشركة أن تتعب نفسها في الإعلان عن سبب لذلك الانقطاع، فقد حفظ المواطنون جميعهم تلك الأسباب، وما على الشركة إلا أن تعلن، من باب إبراء الذمة، عن الانقطاع مضيفة عبارة واحدة: وأنتم تعرفون السبب.

مشاركة :