ماكرون يتوعد بمعركة لا هوادة فيها على "الإرهاب الإسلامي"

  • 10/9/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى "معركة بلا هوادة" بمواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب الإسلامي" وذلك خلال مشاركته في مراسم تكريم أربعة من عناصر شرطة باريس قتلوا الخميس على يد زميل لهم اعتنق الإسلام وتنبى أفكارا متطرفة. وتعهد ماكرون بـ"معركة دون هوادة في مواجهة الإرهاب الإسلامي"، داعيا الفرنسيين إلى "التكاتف" بعد هذا الهجوم غير المسبوق الذي وقع داخل مديرية يفترض بها أن تكون أحد رؤوس حربة أمن الدولة. وقال "سقطوا بضربات إسلام زائف يحمل الموت ويتعيّن علينا القضاء عليه" وذلك في كلمة أمام النعوش الأربعة في باحة مقر شرطة باريس حيث قتل الشرطي مرتكب الاعتداء ميكايل هاربون بعد قتله زملائه. ودعا "الأمة بأكملها إلى التحرك في وجه الوحش الإسلامي وإلى التكاتف" عبر بناء "مجتمع حذر". وقال "ستتضح الوقائع، ترفع الشكوك، تحدد المسؤوليات وتأخذ العدالة مجراها". وعثرت أجهزة مكافحة الإرهاب على قرص مدمج الكتروني لتخزين المعلومات يتضمن تسجيلات فيديو دعائية لتنظيم الدولة الإسلامية ومعلومات عن زملاء في مكتب هاربون، وفق ما كشف مصدر قريب من الملف، لكن لا يمكن القول حاليا إذا كانت هذه الملفات متصلة بعمله أم لا، وفق المصدر. ويبحث المحققون عن شركاء محتملين في الأوساط المتطرفة كما يحاولون استيضاح طبيعة المعلومات التي قد يكون المعتدي وصل إليها في مقر الشرطة حيث كان يعمل منذ عام 2003 بصفة تقني. وتعرّض وزير الداخلية كريستوف كاستانير إلى انتقادات لاذعة بعد الاعتداء غير المسبوق وسيتوجب عليه حضور جلسات استماع برلمانية تتعلق بهذا بالخصوص. وقبل التكريم، حضر الوزير أمام لجنة الاستخبارات البرلمانية لسؤاله عن "أماكن الخلل"، في جلسة مغلقة. وبعد ظهر الثلاثاء، سيحضر أمام لجنة القوانين في الجمعية الوطنية وكذلك أمام لجنة القوانين في مجلس الشيوخ الخميس. وأعلن رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران الثلاثاء أنّه سيوافق على طلب الجمهوريين (المعارضة اليمينية) بتشكيل لجنة تحقيق حول الهجوم، موضحا أنّها ستبدأ عملها "بدءا من الأسبوع المقبل". ومنذ الهجوم، يسعى كثر لفهم كيفية تمكن هاربون من الافلات من الرصد. وبحسب وزارة الداخلية، فقد ظهرت عليه علامات تطرف محتمل أثناء عمله في مديرية الاستخبارات في شرطة باريس. ووفق تقرير داخلي، فإنّ هاربون الموظف الإداري المخوّل الإطلاع على أسرار رسمية، علّق أمام زميلين على اعتداء "شارلي ايبدو" في يناير/كانون الثاني 2015 الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، بالقول "هذا جيد"، لكنهما لم يوجها بلاغا مكتوبا إلى إدارتهما. وقال وزير الداخلية إنّ "البلاغ كان من شأنه أن يكون كفيلا بفتح تحقيق شامل". واعتنق هاربون الإسلام قبل نحو عشرة سنوات وكان يختلط بالتيار السلفي، وفق المحققين الذين يبحثون أيضا عن احتمال معاناته من اضطرابات نفسية. وكلّف رئيس الوزراء ادوار فيليب مفتشية جهاز الاستخبارات بمتابعة تحقيقين إداريين طلب فتحهما. وفي محاولة لتهدئة الجدل، دعا كاستانير إلى أن يتحوّل من الآن فصاعدا كل تحذير حول مسائل تطرف إلى "بلاغ تلقائي"، من دون المزيد من التوضيحات. وأخلت السلطات مساء الأحد سبيل زوجة هاربون بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز المؤقت إثر توقيفها في منزل أسرتهما في غونس في ضواحي باريس.

مشاركة :