عاد راقص الباليه الشهير ميخائيل باريشنيكوف إلى «باليه ينيورك سيتي» أخيراً، لتدريب الراقص غونزاليس غارسيا على باليه «اوبوس 19 - الحالم»، التي ألفها جيروم روبنز عام 1979 له لتأديتها مع راقصة الباليه باتريسيا ماكبرايد. وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز»، قال باريشنيكوف الذي كان يعد أفضل راقص كلاسيكي في جيله عن مهمته: «إن ما أرغب به هو رؤية الشخص وراء الراقص»، حيث تحفز مخيلة الراقص حركاته فتعكس أعماقه، ففي رقصة الباليه التي ألفها روبنز كان لا بد أن تشتعل مخيلة الراقص من الداخل، لكن بحريق خفي، موضحاً: «مثل كل شيء في الرقص، لا يمكنك أن تخاف من الغوص عميقاً، وفي الوقت نفسه، يتعين عليك أن تخاف من الغوص أعمق مما يجب، وإلا تحول العرض إلى «كاريكاتور»». وبين أنه تصور رقصة باليه «الحالم» التي تدور على ألحان «كونشرتو الكمان رقم 1» لسيرغي بروكوفييف، راقصاً مزاجياً ومراوغاً في لقاء مع راقصة بالية، لكن التفاعل بينهما ليس رومانسياً تماماً، فالراقص الذي نادراً ما يترك المسرح يسير في رحلة، أو بالأحرى يعيش حلماً، وما أن تظهر راقصة البالية، حتى نجد صعوبة في معرفة ما إذا كانت تلك الراقصة رؤية أم ذاكرة أم امرأة فعلاً، لكن «الحالم» متجذر بالأرض أيضاً. نقاط خمس أثناء التمارين، يدعو باريشنيكوف غارسيا إلى الاسترخاء والمشي بشكل عادي، موضحاً: «في اللحظة التي يظهر توتر في المعصم واليدين، تبدو العينان كما لو أنهما ميتتان، وهناك شيء غير مكتمل، وإذا كانت اليدان لا تخبران شيئاً عن نفسية الراقص، فإنني لن أعير اهتماماً للرقص». بالنسبة إليه، يقع محور الرقص في نقاط خمس، الرأس واليدين والقدمين، وينبغي التفكير بتلك الأشياء طوال الوقت، كامتداد طبيعي للراقص، لكن الأهم أن يغوص الراقص في مخيلته، وفي حلمه، مؤكداً: «كلما رقصت أكثر كسبت ما يكفي من الثقة للقيام بما هو أقل، وعندما تقوم بما هو أقل تكون نفسك بطريقة ما، تنفذ بعض المتطلبات، ونوايا تصميم الرقصات، ثم تدمج ما تقوم به بما أنت عليه، وبتكوينك الخاص». يذكر أن الإتقان الذي كان يسعى روبنز وراءه، وارتباطه بطريقة الراقص في تمييز الحركة أو تنفيذ الخطوات والتوقف بنصف الطريق حتى لا يكون العرض استعراضياً بل بشرياً، شارحاً الأمر: «أنت ترقص - تمشي، والأمر ليس كما لو أن الراقص هو رجل، بل الرجل هو راقص». 1978 بعد تقديمه عروضاً في «سيتي باليه» عام 1978، غادر باريشينكوف ليصبح المدير الفني لمسرح الباليه الأمريكي، لكن يذكر أن الأهم في تلك الخطوات الراقصة يبقى السلوك والرومانسية والهدوء والأفكار الداخلية، حيث تذكره الموسيقى بكل ذلك.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :