مبارة العربي والقادسية تعدّت معاني «المناسبة الرياضية» بعد ان تحولت الى تراشق متبادل في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، وخصوصا المرئية منها. لا شك في ان العنف ممنوع، بيد أن «شدّ العصب» لهذا النادي أو ذاك أكد قبل وخلال وبعد المباراة بأن ثمة من يعشق فريقه ومن هو جاهز للدفاع عنه وعن تاريخه. وبالتالي لا يجب فرض رؤية سوداوية على المشهد العام للمباراة التي فتحت الطريق امام «الكويت» لانتزاع اللقب الثاني عشر في تاريخه وابعدت العربي عن التفرد بالرقم القياسي على هذا الصعيد علما انه يتقاسمه في الوقت الراهن مع القادسية (16 لقبا لكل منهما). هذا الصراع الذي بدا مبالغاً به بالنسبة الى كثيرين يعتبر نقطة ايجابية تؤكد بأنه بإمكان الاتحاد الكويتي لكرة القدم البناء على عشق الجماهير المحلية لأنديتها وبالتالي العمل على استعادة العنصر الجماهيري الى المدرجات التي خلت من المشجعين في السنوات القليلة الماضية قبل ان يعيد الجمهور العرباوي لها رونقها في الموسم الراهن. والأهم من كل ذلك ان جماهير الاندية المختلفة كافة تميل الى الوقوف خلف منتخب الكويت عندما يدق نفير أي بطولة اقليمية او قارية او تصفيات مسابقة خارجية. لن نعقد مقارنة بين ما جرى في الكويت وغيرها من الدول سواء المجاورة منها او البعيدة، لكن لا بد من الاشارة هنا الى الصراع المرير بين الاندية الايرانية التي اعتادت مثلا على تشجيع الفرق القادمة من الخارج ضد الفرق التي تحمل جنسيتها خلال المنافسات القارية وذلك بصورة باتت عادية جداً. وفي تركيا، يرتدي الصراع بين غلطة سراي وفنربغشه وبشكتاش طابعاً عنيفا بسبب الجماهير حيث يجري استنفار «الجيش» في كل مرة تلتقي فيها هذه الفرق وتقع مشاغبات في الشوارع و»تتوقف البلاد عن الحياة»، وفي اليوم التالي، تعود الحياة الي مجراها الطبيعي وكأن شيئا لم يحدث. ولن نتحدث عما يجري بين جماهير بوكا جونيورز وريفر بلايت الارجنتينيين عندما يتواجهان، او بين روما ولاتسيو في ايطاليا، او بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد في انكلترا، وبين بارتيزان والنجم الأحمر في صربيا. بعضٌ من التعصب قد يفيد كرتنا ... بعد فترة من الموت السريري الذي جعلنا نعتقد بأنها رحلت ولن تعود.
مشاركة :