قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف،اليوم،إما أن ينعم الجميع بالأمان أو أن ينحرم الجميع منه . وتطرق ظريف في مقال بصحيفة الرأي الكويتية يوم الخميس ”، تحت عنوان “مبادرة هرمز للسلام: مشروع الأمل”، إلى أهداف “مبادرة هرمز للسلام” التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني و كشف مقال ظريف عن مدى الأزمة التي يعيشها النظام الإيراني واحتياجه للتواصل و التفاوض بعد العزلة الدولية و المناطقية التي يعيشها و التي أثرت على الاقتصاد الإيراني خاصة بعد العقوبات الأمريكية و التحرك الخليجي الأخير بقيادة المملكة على الصعيد الدوبلوماسي والمالي. ولم يخل مقال ظريف من التلويح بالمؤامرات و العنف و التهديد بإشعال الحرائق في المنطقة وهذا ما يلمسه القارئ بين السطور خاصة بعد أن بدأ مقاله بأمن الخليج و مضيق هرمز و التبادل التجاري عبر المضيق وبدأ ظريف مقاله قائلا: تتمتع منطقة هرمز بأهمية استراتيجية في مجال التجارة الدولية والطاقة، ويتم ضخ حوالي 15 مليون برميل من النفط يومياً من هذه المنطقة الی المستهلكين، وبالتزامن يجري تبادل كميات هائلة من البضائع بين الدول المرتبطة بهذه المنطقة وخارجها. فيما استخدم ظريف نفس الفزاعة القديمة و ما يلوكه النظام الإيراني من وجود قوى أجنبية ومصالح صهيونية و ما إلى ذلك من فزاعات تعود الإيرانيون تصديرها في مثل هذه المواقف قائلا : “إن الظروف الحالية المتأزمة يجب أن تجعلنا نؤمن أن حاجة المنطقة المُلحة لتكريس الأمن المستدام والذي من دواعي الأسف أنها لم تنعم به لحد الآن، هو الوصول الی إيمان مشترك بأن الأمان لا يستتب عن طريق شراء الأسلحة وتكديسها وتوقيع الاتفاقيات العسكرية مع القوی الأجنبية التي من خلال تدخلها المستمر ودعمها للكيان الصهيوني شكّلت أكبر تهديد للمنطقة بأسرها وهدد ظريف كعادة النظام الإيرني بعدم الأمن مظهرا نية نظامه الحقيقية قائلا: إن مصير شعوب المنطقة، وانطلاقاً من الوشائج الدينية والثقافية والتراثية والجغرافية والأواصر العائلية قد ارتبط وتشابك بعضه ببعض وان الأمن لا يمكن تجزئته وتفكيكه، فإما ان ينعم الجميع بالأمان أو أن ينحرم الجميع منه. و بين ظريف بعض النقاط التي جاءت في مبادرة هرمز التي دعى لها روحاني بالقول: إن “مبادرة هرمز للسلام” بمشاركة الدول المتعلقة به وهي المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، سلطنة عمان، الامارات العربية المتحدة، دولة الكويت، دولة قطر، مملكة البحرين وايران مبنية علی أصول ثابتة، منها الالتزام بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة، حسن الجوار، احترام سيادة الدول ووحدة اراضیها، عدم الاخلال بالحدود الدولية، حل كل الخلافات بطرق السلمية، رفض التهديد واللجوء للعنف أو المشاركة في أي تحالف أو حلف عسكري ضد احدها الآخر، عدم التدخل في الشؤون الداخلية والعلاقات الخارجية لأحدها الآخر، احترام المقدسات والرموز الوطنية والدينية والتاريخية للآخر والاحترام المتبادل، المصالح المتبادلة والمكانة المتساوية لكل دول المنطقة، ومن هذا المنطلق الحصول علی أهداف سامية تشمل النهوض بالسلام والاستقرار والتقدم والرفاهية لكل دول وشعوب المنطقة، تشجيع التفاهم المتبادل والأواصر السلمية والودية والتعاون في سبيل استئصال الارهاب والتطرف والصراعات الطائفية، معالجه التوترات وحل كل الاختلافات والنزاعات بالسُبل السلمية وعن طريق الحوار، دعم وتمتين الاتصالات والتحذيرات الوقائية، توفير الأمن الجماعي للطاقة، حرية الملاحة والنقل الحر للنفط وبقية المصادر، حماية البيئة وتعزيز التعاون والتواصل وتشجیع العمل والتجارة والاستثمار علی كافة المستويات والمجالات المختلفة بين الدول والسكان والقطاع الخاص. و أكد ظريف أن الرئيس روحاني قد كلفه بالبدء بمشاورات في استطلاع آراء الدول والنخب في المنطقة وإكمال وتقوية مبادرة هرمز للسلام.
مشاركة :