هامبورغ (ألمانيا) - توصل باحثون إلى أن الغناء يمكن أن يوفر مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية؛ فهو مهم لعملية التنفس من ناحية ويحارب التوتر النفسي من ناحية أخرى. وأوضح فولفجانج بوسينجر، أخصائي العلاج بالموسيقى، أن الغناء يعمل على تحسين التنفس وإمداد الجسم بالأوكسجين، كما أنه يساعد على إفراز هرمون السعادة (سيروتونين) وهرمون الحب (أوكسيتوسين). وأضاف بوسينجر أن الغناء يحقق أفضل تأثير له حين يتمّ بشكل جماعي كما هو الحال في الكورال مثلا. وهو ما أثبته تقرير نشره موقع دويتشه فيله الألماني. فوفقا للدراسة التي أجراها الباحث الموسيقي الألماني غونتر كرويتس، تبين أن الغناء ضمن مجموعات يساعد على تعزيز الجهاز المناعي في الجسم، كما يؤدي إلى خفض نسبة هرمون الإجهاد (الكورتيزول). وتوصل الباحث كرويتس إلى هذه النتيجة بعد إجرائه تجربة على مجموعة أعضاء في جوقة موسيقية. وأخذ عينات من لعابهم قبل الغناء وبعده. وبعد مقارنة النتائج تبين أنه إثر الغناء أصبح مزاج المشاركين في الجوقة وقيم المناعة لديهم أفضل بكثير مما كانت عليه النتائج بعد سماعهم الموسيقى فقط. لذا ينصح الباحث كرويتس بممارسة الغناء حتى لو لم يكن بشكل متقن، وذلك لزيادة فاعلية الجهاز المناعي. وأشار إلى أن الغناء ضمن مجموعات له فعالية أكثر من الغناء المنفرد. ويفسر ذلك بأنه أثناء الغناء الجماعي تتزامن دقات قلب المغنّين، ما ينتج عنه تأثير مهدئ ومفيد للصحة تماما كتمارين اليوغا. كما أكدت دراسة بريطانية سابقة أن المشاركة في الغناء الجماعي تُحسّن الصحة العقلية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، نقلا عن جامعة “إيست أنجليا”، أن الغناء في مجموعات، خاصة تلك التي ينظمها معالجون في دور الرعاية، يجعل الذين يعانون من مرض عقلي أو نفسي يشعرون بقيمتهم وتزيد ثقتهم بأنفسهم. وقد وجدت الدراسة أن الذين شاركوا بالغناء في ورش عمل أسبوعية في دور الرعاية، سواء للمعاقين أو للمسنين أو لمرضى القلب وغيرهم، شعروا بفوائد هائلة حسّنت حالتهم المزاجية ومهاراتهم الاجتماعية، كما ساهمت تلك الورش في إنقاذ بعض الناس من التعرّض للانتكاس. وتبين من دراسة حالات 20 شخصا، شاركوا في مثل هذه المجموعات على مدى 6 أشهر، أن الغناء والاختلاط الاجتماعي ساعداهم على تحسين حالتهم العقلية، كما دفعاهم إلى العمل بشكل أفضل في الحياة اليومية.
مشاركة :