يتصاعد خطر النفايات الإلكترونية التي تتراكم جراء الاستخدام الواسع والمتزايد للأجهزة والمعدات الإلكترونية في الحياة اليومية للأفراد والمؤسسات، حتى باتت بعض هذه الأجهزة لا تكاد تفارق الشخص خلال حياته اليومية، وسط انتشار للمليارات من الأجهزة المختلفة، التي يجد أكثر من 80% منها في نهاية المطاف طريقه إلى مرادم النفايات التقليدية قرب المدن، حيث يتم التخلص منها بالحرق أو الرمي، دون مراعاة لمكوناتها السامة التي يمكن أن يتضرر منها الإنسان والبيئة. واستفادت البشرية من الانطلاقة الهائلة على الصعيد التكنولوجي، وتحقيقها إنجازات كانت حتى سنوات قريبة، تعد من الأحلام المستحيلة، وقلبت الطفرة العلمية الحياة رأسًا على عقب، بتغييرها الأداء النمطي للبيئة، الذي اعتاده البشر منذ آلاف السنين، ووسط هذا المشهد، تبرز بقوة المخاطر المتعلقة بالنفايات الإلكترونية، فالثورة التقنية تحمل الإيجابيات والسلبيات معًا في بوتقة واحدة، كيف لا وهي تمثل إذا أحسن استغلالها ثروات هائلة، أما إذا بقيت مهدرة كما هي الآن، فإنها ستكون وبلا أدنى شك، أحد أسباب ضياع صحة الإنسان، والإضرار به، لما تحمله من سموم، لن تستطيع الأرض تحملها طويلاً، لا سيما في ظل وجود 50 مليون طن متري سنويًا، من هذه النفايات في العالم حاليًا، وصول حجمها إلى 75% من إجمالي النفايات المنتشرة في أنحاء الأرض كما تشير بعض الإحصاءات. وفي حالة معالجتهخا بشكل صديق للبيئة وسليم، تتحول النفايات الإلكترونية إلى ثروة ضخمة، حيث يمكن استخلاص الذهب وغيره من المواد، بما تقدر قيمته بعشرات المليارات. ماهي النفايات الإلكترونية وكيف نتخلص منها؟ هي المنتجات الإلكترونية التي لم تعد مطلوبة، أو القديمة، مثل أجهزة التلفاز، والكمبيوتر، والهواتف المحمولة، والبطاريات الجافة، ومختلف الأجهزة الكهربائية الحديثة الصنع، وهي تحتوي على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة، عند التخلص منها بشكل عشوائي. وتعد النفايات الإلكترونية من أكبر المخاطر التي تهدد البشر والبيئة الطبيعية، كونها تصنف من النفايات السامة، ويشكل إتلافها بطرق بدائية، سببًا رئيسًا لإصابة الإنسان بأمراض سرطان الجلد، وتدمير الجهاز المناعي، ومشكلات النمو، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية. مصنع لتدوير النفايات الإلكترونية من منطلق رؤية المملكة 2030 تم إنشاء مصنع لتدوير النفايات الإلكترونية بمدينة الجبيل الصناعية، والذي يسعى لنقل تجربة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية إلى جميع أنحاء المملكة وزيادة الوعي بأهمية تدوير الأجهزة الإلكترونية، وإبراز الحاجة إلى تسهيل طرق جمع النفايات الإلكترونية وتقديم المحفزات ورفع مستوى الوعي من المراحل الأولية في التعليم إلى الجامعات وعلى نطاق الوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات نحو مستقبل واعد وجيل طموح. وتعتبر المملكة من أكبر الدول المنتجة للنفايات الإلكترونية في الشرق الأوسط، وكان لابد من إنشاء مصنع بأحدث المواصفات العالمية لتدوير النفايات الإلكترونية في المملكة، بما في ذلك جميع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، للحد من التلوث البيئي الخطير في المملكة العربية السعودية ودول الخليج. إعادة تدوير صديقة للبيئة وتخلص آمن من البيانات وتقدم مصانع تدوير النفايات الالكترونية خدمة جمع واستلام النفايات الإلكترونية والكهربائية لضمان حماية البيئة من التلوث كما توفر نقاطًا وحاويات مخصصة لجمع النفايات الإلكترونية. وتتم إدارة عملية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية والكهربائية بطرق صديقة للبيئة تضمن ذلك التخلص من النفايات الإلكترونية بنسبة 100٪ بإعادة تدويرها، بالإضافة إلى إتلاف البيانات بشكل آمن. وتهدف لرفع مستوى الوعي بمخاطر النفايات الإلكترونية من خلال الحملات والمعارض البيئية في المدارس والجامعات وغيرها من القطاعات. كما توفر حلولاً مستدامة من خلال جمع النفايات الإلكترونية ونقلها وفرزها والتخلص الآمن من البيانات ومعالجتها وإعادة تدويرها. كما تقدم بعض هذه المصانه خدمة الارجاع وإعادة التدوير لمصنعي الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وكذلك خدمة التخلص الآمن من البيانات والمعلومات المخزنة في الأجهزة الإلكترونية ووثائق تضمن التدمير الآمن للبيانات بالإضافة إلى عملية إعادة التدوير بطرق صديقة للبيئة 100%. الرمي والحرق أبرز طرق الإتلاف الخاطئة وتشمل طرق الإتلاف الخاطئة للنفايات الإلكترونية: الرمي في مرادم النفايات، وحرقها للتخلص منها، بينما تشمل طرق الإتلاف الصحيحة: فرزها، والتعامل مع كل جهاز على حدة، استخراج جميع المواد السامة ومعالجتها، إعادة التدوير لتستخدم في الصناعات التحويلية، ومن الحلول التي يجب إتخاذها لإعادة التدوير وتوعية المجتمع إنشاء مصانع متخصصة لتدوير النفايات الإلكترونية. توعية المجتمع بأضرار النفايات الإلكترونية. استخدام أجهزة إلكترونية بمواصفات عالية الجودة وضع معايير واشتراطات للسلامة الصحية والبيئية. 20 % فقط نسبة إعادة التدوير تشير التقديرات والاحصاءات إلى إنتاج حوالى 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية والكهربائية حول العالم سنويًا، حسب ما رصده تقرير مشترك جديد نشرته سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة. وإذا استمر استهلاكنا وإتلافنا لهذه الأدوات بالمعدل الحالي، تتوقع جامعة الأمم المتحدة (UNU) بأن تكون هناك زيادة تصل إلى 120 مليون طن في الثلاثين عامًا المقبلة. علمًا أنه يعاد تدوير 20 بالمئة فقط من النفايات الإلكترونية بشكل رسمي. أما النسبة المتبقية فينتهي الأمر ببعض هذه الأدوات الإلكترونية غير الصالحة في مدافن النفايات، في حين تحرق الأخرى، وهو ما يؤدي إلى انبعاثات كربونية تؤثر سلبًا في البيئة. ووفقًا لتقرير جديد للأمم المتحدة يدعمه المنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، يعمل ملايين الأشخاص حول العالم في قطاع النفايات الإلكترونية. مع الإشارة إلى أن السموم في النفايات الإلكترونية، لها آثار صحية سلبية. 62 مليار دولار قيمة النفايات الإلكترونية وقد توصلت إحدى الدراسات السابقة التي أجرتها جامعة الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة والصين أنتجتا أكبر قدر من النفايات الإلكترونية عام 2016، إذ بلغت 7.2 و 6.3 مليون طن على التوالي. وتلتهما اليابان بـ 2.1 مليون طن. ولهذه النفايات الإلكترونية قيمة كبيرة في حال معالجتها بشكل صحيح، ويقول الخبراء إن طنًا من النفايات الإلكترونية يحتوي كمية من الذهب النقي تعادل 100 مرة ما يمكن استخراجه من الطن الواحد من الذهب الخام. لأن الذهب الخام يحتوي على عناصر مختلفة وليس الذهب النقي وحده. وتساوي القيمة المادية لنفاياتنا الإلكترونية حاليًا أكثر من 62.5 مليار دولار.
مشاركة :