المدرب التراثي حسين إبراهيم الحمادي يشبع نهم الصغار بالحكايات التراثية.. يملأ المكان بعطر الماضي البعيد وهو يستعيد مآثر الأجداد وأصالة العادات والتقاليد، وفي مركز السمحة التراثي التابع لنادي تراث الإمارات، يحمل الحمادي الصقر بين يديه وهو يعطي للصغار لمحة عن الصيد بالصقور في الموروث الشعبي، خصوصاً مع اقتراب موسم الصيد بالصقور في الإمارات بحلول فصل الخريف. قيم متوارثة يقول حسين الحمادي: الأنشطة التراثية ترسخ قيم الولاء والانتماء لدى الناشئة والشباب وكل أبناء الوطن، خاصة أن تراث الآباء والأجداد يثري النفوس ويعمق العادات والتقاليد في الوجدان، لافتاً إلى أن الصيد بالصقور من الرياضات التراثية التي تجسد قيماً متوارثة في الحياة الإماراتية قديماً وحديثاً فهي تعلم الصبر وتكسب الشجاعة وأنه يعمل على تعريف الطلاب المنتسبين لمركز السمحة التراثي برياضة الصيد بالصقور ومن ثم أنواع الصقور وأدوات التدريب. ويذكر أنه من ضمن أنواع الصقور الصقر الحر وهو من أفرس الطيور وأكثرها صبراً على الجوع والتحمل سواء على الأرض أو في الجو، فضلاً عن الشاهين الذي يعد من جنس الصقر الذي يفضل العيش على الشواطئ ويتغذى على طيور الماء، وهو من أسرع الصقور أثناء الصيد، ومن أهم أنواعه المنتشرة بالإمارات والخليج، الشاهين الكامل والشاهين الخميس والشاهين التبع. مخالب الصقر ويضيف أنه من بين أدوات التدريب استخدام «المخلاة»، وهي عبارة عن كيس من القماش الأبيض مصنوعة من القطن ولها حمالة من نفس نوع القماش ويحتفظ الصقار في داخلها بما يقتنصه الصقر من فرائس، بالإضافة إلى الحمام الحي واللحم الطري وخيط طويل وسكين نصله حاد وقاطع كي يذبح به صيده ذبحاً حلالاً، بالإضافة إلى «البرقع» لتغطية وجه الطائر، و«المنقلة» وهي الدرع الواقي للصقار من مخالب الصقر، وغيرها من الأدوات. استكمال التدريب ويذكر الحمادي أنه من ضمن الأشياء التي يكتسبها الطلاب المنتسبون للمركز الترويض الذي يشمل تعليم الصقر الانقضاض على دمية «تمثل فريسته»، وعندما يبدأ الصقر في الانقضاض عليها يسحبها المدرب بعيداً، فيتعلم الطائر مع كثرة التدريب أهمية تكرار المحاولات حتى يوقع بفريسته، وتتطلب عملية الترويض ورياضة الصيد التحلي بالصبر وفهم طبيعة الصقر، لتكوين لغة خاصة بين الصقر ومدربه، الأمر الذي يساعد على تعلم مجموعةً من القيم التراثية ذات الصلة برياضة الصيد بالصقور.