مناظرة المرشحين للرئاسة عمقت المخاوف أكثر من طمأنة التونسيين

  • 10/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مناظرة المرشحين للرئاسة عمقت المخاوف أكثر من طمأنة التونسيينتونس – زادت المناظرة التي أقامها التلفزيون الرسمي بين المرشحين للرئاسة قيس سعيد ونبيل القروي من المخاوف في الشارع التونسي خاصة أن الطرفين عملا على إظهار قدراتهما في الإقناع والمناورة واستعراض المعلومات أكثر من تقديم حلول قريبة من انتظارات الناس.وسعى قيس سعيد، أستاذ القانون المتقاعد، لاستقطاب الشباب إلى صفه خاصة أنه كان صاحب الفضل في صعوده للدور الثاني. وفي خطوة وصفت بالشعبوية قال سعيد إن دوره ليس تقديم حلول، ولكن مساعدة الشباب على عرض أفكارهم ومشاريعهم ومرافقتهم في تحقيقها.وحرص المرشح المثير للمخاوف، في أوساط المثقفين والطبقة السياسية الليبرالية والحداثية، على التسويق لفكرته الهادفة إلى تغيير نظام الانتخابات، والتركيز على الديمقراطية الشعبية التي تنطلق من أسفل، أي تصعيد ممثلي الشعب من الأحياء في استعادة لتجارب ماركسية قديمة وهو أقرب إلى نظام اللجان الشعبية في عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.ويقول محللون سياسيون إن الديمقراطية الشعبية فكرة غامضة وصعبة التحقيق، وقد تدفع إلى صدام في مرحلة لاحقة بين سعيد إذا تم انتخابه رئيسا وبين البرلمان والحكومة والطبقة السياسية ككل، فهو يدعو إلى نظام جديد أكبر من الأحزاب ومن الدستور، يقوم على تعزيز سلطة الحكم المحلي وحق النائب بسحب صوته من السلطة المنتخبة في الجهات إذا أخلت ببرامجها.ودافع سعيد عن تخفيف مركزية السلطة وانتقد النظام الحزبي، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يفككك الدستور. وشدد على حق “وإرادة الشعب” في ولايات قابلة للإلغاء.وقال سعيد الذي يحرص على التحدث باللغة العربية الفصحى، إن “قضاء مستقلا أحسن من ألف دستور”.ونأى بنفسه عن حركة النهضة التي جندت أنصارها لانتخابه بشكل يثير التساؤلات عن العلاقة بينهما، وهل هو مسنود منها، ولو بشكل خفي، وهل هو المقصود بالعصفور النادر الذي سبق أن تحدث عنه رئيس النهضة راشد الغنوشي.وشدد سعيد المرشح الذي لا ينتمي إلى أي حزب ولا يملك خبرة في الحكم، مجددا على أنه “مستقل وسأبقى مستقلا”، بما في ذلك عن حزب النهضة الإسلامي الذي اتهمه معارضون له بأنه قريب منه.وقال “يتهمونني مرة بأنني سلفي وأحيانا بأنني يساري. المهم هو إرادة الشعب. الشباب هم الذين يدعمونني”.ويسود اعتقاد لدى الكثير من السياسيين والنشطاء بأن المخاوف من سعيد ليست فقط بسبب أفكاره المثالية التي قد تزيد من تأجيج الأزمة السياسية في البلاد، ولكن بغموض ارتباطاته والجهات التي ساعدت على وصوله إلى الدور الثاني وسبب هذا التكتم الشديد عليها.وفيما اكتفى سعيد بعرض أفكار عامة، سعى نبيل القروي إلى الظهور بمظهر الشخصية البراغماتية الحريصة على تقديم أفكار عملية خاصة للفئات الفقيرة التي كانت وراء صعوده للدور الثاني ونجاح حزبه في الحصول على المرتبة الثانية بالانتخابات التشريعية بـ38 مقعدا خلف حركة النهضة بـ52 مقعدا.وأكد القروي أن الأولوية هي مكافحة “البؤس والفقر واليأس” لأن “التطرف ينبع منها”. وشدد على الدبلوماسية الاقتصادية وتعيين سفير لدى مجموعات التكنولوجيا الأميركية العملاقة (غافا) مؤكدا أنه يريد “جذب المستثمرين” و”مساعدة الشركات التونسية على التمركز في أفريقيا”.وطوال المناظرة كرر قطب الإعلام الذي بدا مرتاحا ولكن مترددا في بعض الأحيان وتحدث باللهجة التونسية، أن القضايا الأساسية التي يركز عليها هي مكافحة الفقر والليبرالية الاقتصادية.وأبدى الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خيبة من مستوى المناظرة، مشيرين إلى أنها جاءت دون سقف انتظار فئات شعبية مختلفة بسبب غياب أفكار عملية ورؤية لصلاحيات رئيس الجمهورية وكيفية مساهمته في بناء استراتيجية مشتركة مع الحكومة والبرلمان لتطوير الاقتصاد وتحسين شروط حياة التونسيين.

مشاركة :