"ملكات سوريا".. فيلم يروي حكايات اللاجئات

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ناريمان عثمان-عَمان عُرض في العاصمة عَمان، مساء الاثنين، الفيلم التسجيلي ملكات سوريا برعاية الهيئة الملكية للأفلام، وهو توثيق لمحاولة بناء عمل مسرحي يشكل مزيجا بين مسرحية نساء طروادة وواقع سوريات لاجئات في الأردن، اعتمادا على أن الحالتين تتقاطعان في الحرب والتهجير. فخلال سبعين دقيقة هي مدة الفيلم، تظهر مراحل العمل من إقناع النساء اللواتي تجاوز بعضهن الخمسين عاما بالمشاركة في العمل، إلى التدريبات على النصوص المقتبسة بالعربية الفصحى من المسرحية الأصلية، والتي بدت صعبة النطق على ربات بيوت بسيطات برزن في الفيلم، إلى تحدث السيدات عن قصصهن الشخصية وفقدان إخوة وأزواج وأهل في الحرب. وقالت للجزيرة نت إحدى المشارِكات، وتدعى مها كانت الفكرة جديدة علينا في البداية، وعندما بدأنا بالعمل رفضت بعض النساء أن يظهرهن، وأخريات خفن من التقاليد، ومنعت بعضهن من قبل الأهل، كنا ستين امرأة في البداية، ثم تناقص العدد إلى ثلاثين. جرعة ثقة من جهة أخرى، اعتبرت أنوار الصياح أن المشاركة بهذا العمل كانت من أفضل تجارب حياتها، لأنها زادت ثقتها بنفسها وأثّرت عليها إيجابا. أما ريم، فقالت إن وجودها بالمسرحية نتيجة للصدفة، حيث كانت أمها ممن شاركن فسجلت اسمها وشعرت بأن المسرحية تشبهني، جعلتني أتكلم عن الوجع في قلبي، وعرفت بأن هناك أناسا عانوا أكثر مني، كانت أفضل ما قمت به منذ مجيئي إلى الأردن، إذ واجهت الكثير من التعب والمشاكل والتحديات، المسرحية منحتني الإحساس بأني قادرة على إيصال صوتي. وأوضحت مديرة الثقافة والإعلام بالهيئة الملكية للأفلام أهمية لفت النظر للواقع المرير للاجئين السوريين، لاسيما هذه الأوقات، وأضافت نادية دوماني أن معظم اللاجئين بكل دول العالم بمن فيهم السوريون لم يختاروا أن يكونوا لاجئين نحن كلنا أصلا إما لاجئين سابقين أو محتملين، خاصة هذه الفترة بالعالم العربي، وأعتقد أنه من الضروري التركيز على أن اللاجئ ترك منزله قسرا ويعيش ظروفا صعبة. صدى الفيلم وتحدثت (منتجة الفيلم) جورجينا باغيت عن الصدى الذي تركه العمل لدى الجمهور في مختلف الدول التي عُرض فيها، وأنه نقل صورة لم يكونوا يعرفونها عن أوضاع اللاجئات، مشيرة إلى أن هذا النوع من القصص الإنسانية لا يصل إلى الناس عبر الأخبار، وركزت على أن الفيلم منح هؤلاء النساء الفرصة ليوصلن أصواتهن إلى العالم. وفي ختام العرض، دار نقاش بين الجمهور ومنتجة الفيلم والنساء السوريات اللواتي ظهرن في الفيلم. وتمحور الحديث حول مشاعر النساء بعد أن شاهدن أنفسهن من جديد على شاشة السينما، وتساءل البعض عن الغاية من التركيز على حرب طروادة معتبرين أنها لا تشبه الحرب في سوريا إلى حد كبير، وأشار أحدهم إلى التنوع بشرائح المجتمع السوري الذي كان يفترض أن يظهر بالفيلم من خلال اختيار سوريات ينتمين لبيئات متفاوتة، وعقبت المنتجة بأن عملية الاختيار تمت بطريقة عشوائية. كما تحدثت النساء بطلات الفيلم للحضور عن المعاناة وظروف الحرب القاسية التي عانين منها، والدمار الذي حل بسوريا.

مشاركة :