القهوة السعودية الممتدة من القهوة العربية، مشروب ساخن عريق يحضر في استقبالات الرؤساء منذ أول لقاء، حيث تصب القهوة العربية للضيوف منذ دخولهم، بواقع فنجانين في الاستقبال وفنجان واحد في الوداع مالم يطلب الضيف المزيد. وتصب القهوة وفق بروتكول معمول، حينما ينادي المضيف بالقهوة وتتعالى الأصوات بطلب القهوة من "الخويا" وهي الصفة السائدة التي كان يتبعها الملك عبدالعزيز في مجلسه، كما يصف ذلك الزركلي في كتابه "الوجيز". وتحمل القهوة بآنية ذات شكل موحد، ويطلق عليه اسم "الدلة" وتصب القهوة مرة في فنجان من الخزف لا تتجاوز الرشفة الواحدة، أو الرشفتين، ولا يضاف السكر للقهوة العربية أبداً. شاي روسي وتتنوع بروتكولات الدول في الضيافة الأولية كما يسمونها، فتبرز لدى الروس ضيافة الشاهي الروسي الخفيف، الذي يقدم الرئيس لضيوفه، كما كان في استقبال الملك سلمان لدى زيارته روسيا قبل نحو عامين. فيما قدمت القهوة العربية اليوم في ضيافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر اليمامة كمشروب رسمي في استقبالات الرؤساء. تاريخ القهوة زرعت القهوة في المرتفعات الجنوبية من الجزيرة العربية، وقد جاد بها رجل من أهل عدن في منتصف القرن التاسع الهجري من الحبشة، وقدمت لأهل بيته ومعارفه حتى انتشرت بين شعب الجزيرة العربية، وحلت القهوة بديلاً لحليب الإبل الذي كان يقدم كضيافة استقبال لدى أهل الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي. في حين ظلت القهوة تنافس حليب الإبل في مشروب الاستقبال لدى الضيافة، حتى انتصرت عليه وبقيت هي المشروب الأول الذي يقدم للضيف، وصنعت القصائد العربية في مدح مقدم القهوة وصانعها لضيوفه، حيث كانت بعض مكوناتها نادرة وغالية الثمن.
مشاركة :